بعد الفشل المتواصل الحكومات السابقة لاحظنا الدعم اللامحدود للسيد الكاظمي من قبل الإدارة الأمريكية منذ تسنمه السلطة تمثل في السماح له باستيراد الطاقة من الجمهورية الإسلامية لمدة أربعة أشهر أعقب ذلك توجيه دعوة زيارة واشنطن واللقاء المهيب في القصر البيضاوي وهذا مايحدث نادرا ومن ثم طلب الگونگرس تمديد الزيارة وسبل التعاون المشترك في مجالات عدة كانت الزيارة بعيد التطبيع ما بين الإمارات والكيان الصهيوني وما إن وصل الرئيس حتى ذهب لتفقد الوضع في البصرة ثم توجه لقمة عمان التي جمعته بالملك عبد الله والرئيس السيسي.
التوقيت يثير الشكوك فكيف صادف أن تكون القمة مباشرة بعد زيارة واشنطن فهل أصدرت الإدارة الأمريكية أوامرها للملك لعقد القمة وما على الرئيسين إلا القبول والطاعة ؟!!!
ما جدوى القمة وما نتائجها ؟!!!
في قراءة سريعة لكلمات الملك والرئيسين ومخرجات القمة نستنتج أن هناك نية للتكامل الاقتصادي والأمني وتبادل الخبرات.
السؤال الأهم ما الذي سيجنيه العراق من هذه القمة ومن هذه الاتفاقيات والعراق يغرق في ديون تثقل كاهله وهو مصاب في كل مفاصل الاقتصاد وهو عاجز عن سد حاجته في كافة المجالات وهو يستورد البصل من سيبيريا والخس من إيران والبرتقال والتفاح من تركيا والحليب والقشطة من الكويت والعصير من السعودية ويستورد الطاقة من إيران ويستورد الماء من الكويت ويستورد السايبا والبيحو وكل شيء من دول الجوار ولا يصدر إلا العقول التي همشت وأقصيت وصارت البيئة طاردة لها فراحت تتلاقفها العواصم وتوفر لها كل شيء مستغلة مواهبها وقدراتها في شتى المجالات .
نعم نحن نستورد كل شيء ومن كل الدول السيارات المحطمة من أمريكا والأجهزة الكهربائية من الصين والملابس المستعملة من أوربا .
فما الغاية من قمة واتفاقات مع دول لا تختلف كثيرا عنا في أزماتها ؟!!!
بحث الأخوة في عمان والقاهرة اللذان يعانيان من أزمة في الوقود ولم يجدا مثل العراق سيكون كريما معهم وسيبيع لهم البرميل بأقل من سعره ب17 دولارا وكأن الحكومات ورؤساء الوزراء يظنون أن نفط العراق ملكا لهم ولآباءهم فيهبونه لمن يشاؤون ومن كان يصدع رؤوسنا ويتهم النظام السابق بأن بذر ثروات العراق ومنحها الأخوةالعرب الذين ردوا إليه الجميل وفتحوا له الموانيء والأجواء لاحتلال العراق وأسقطوه ونهبوه واستمروا في استغلال العراق ومازالوا كذلك يهبهم العراق النفط بأبخس الاثمان ونتناسى ماذا بعثت لنا هذه الدول من مجرمين أوغلوا في قتل العراقيين بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وأسلحة كاتمة وعبوات ناسفة نتناسى أبو مصعب الزرقاوي وكيف كان يحتفل الإعلام الأردني مع موت كل مجرم وهو يفجر نفسه بين أبناء العراق نسينا كيف يتم التعامل مع الشيعة في مصر وكيف تم سحل الشيخ المصري (حسن سحاته ) أمام مرأى ومسمع القوات الأمنية وكيف كانت تصدر الفتاوى من الأزهر بتكفير الشيعة تناسينا كيف تعاملت معنا الحدود الأردنية والمصرية وكيف أذلونا ومنعونا دخول الأردن ومصر التي فتحت أبوابها لليهود.
تريد القمة أن يبقى العراق مستهلكا لكل نفاياتهم فيصدرون لنا مع الطاقة الكهربائية أقذر المجرمين كما فعل السادات يوم كان يفتخر بأنه صدر للعراق مليوني مجرم عاثوا فسادا في المجتمع العراقي وغيروا من أخلاقه وكل ما نعانيه اليوم هو من اختلاط العراقيين باللصوص والمجرمين الذين صدرهم السادات وقد أثروا على حساب العراق واستحوذوا على العملة الصعبة وبنوا بها مصر وتنكروا للعراق وأهله وها هي اليوم حكومتنا الرشيدة تريد أن تعيد الماضي فتمنح النفط لمن لا يستحق وتجلب العمالة والبلد يعاني من بطالة وصلت إلى أعلى مستوياتها حتى صار الحصول على عمل حلم الكثير من العراقيين من العوانس والعزاب وخاصة من حملة الشهادات العليا .
أتمنى أن يذكرني أحدكم بفضل الأردن ومصر علينا ؟!!!
الأردن التي أصبحت بلدا في ظل نكبة العراق واستغلت حربه مع إيران لينتعش اقتصادها من ميناء العقبة ومن نفط العراق الذي كان يصدر منها وهي كانت مأوى لمن يمتلك ملايين الدولارات والكثير من المجرمين والخارجين عن القانون والمطلوبين للقضاء العراقي الذي لا تعترف بمذكرات اعتقاله وهكذا الحال مع مصر التي هي عنوان البرغماتية .
فمتى يا حكومة العراق تنهين معاناة العراقيين وتنجحين في إيجاد حل حقيقي لملف الطاقة الذي سيكون المحرك الأساس لحل بقية الملفات الإقتصادية ؟!!!
لماذا هذا الإصرار الغريب على استيراد الطاقة بعد أن صرف على ملف الكهرباء 61 مليار دولار وأين شعاراتكم في محاسبة الفاسدين ولم نر أو نسمع بمحاكمة رموز الفساد الذين سرقوا مليارات الدولارات وهم معروفون للقاصي والداني ولماذا نبيع النفط بسعر يقل عن السعر الرسمي ب17 دولار للأردن ومصر وهذا يعني أن كان حجم التصدير للأردن ومصر يوميا مليون برميل فهذا سيكلف العراق سنويا 6مليار سنويا والعراق بأمس الحاجة لكل دولار لتسديد الديون الداخلية والخارجية ولسد العجز في ميزانية الدولة .
6 مليار دولار
هو نصف حجم ميزانية الأردن لعام كامل من خولكم أن تتصرفوا بثروات العراق كيفما شئتم ومن الأولى بهذه المليارات شعب العراق الذي وصلت نسبة الفقر فيه إلى معدلات مخيفة حيث الملايين تحت مستوى خط الفقر وملايين من العاطلين عن العمل والمتقاعدين الذين يستلمون رواتب لا تكفي لإسبوع واحد مابين أدوية واشتراك مولدة وديون لأصحاب الأسواق ؟!!!
هل أمرت الإدارة الأمريكية الحكومة العراقية بالموافقة على القبول بمخرجات القمة التي تصب في مصلحة البلدين والخاسر الوحيد فيها العراق وشعبه ؟!!!
لماذا لا يتم بث الروح في الاتفاقية الصينية ونرفع سقفها إلى نصف مليون برميل يوميا لتترجم مشاريع حقيقية على أرض الواقع تساهم في حل أزمة السكن وبناء مدارس ومستشفيات ومصانع وشقق سكنية وطرق وجسور وبنى تحتية ؟!!!
متى يشعر المسؤول أنه مؤتمن على ثروات العراق وانه سيقف طويلا أمام الله ليسأله عن كل دينار تصرف به فمابالك بمن يبذر 6 مليار دولار وشعبه نسى مفردات البطاقة التموينية ويعيش ببيوت بلا سقوف ويدرس في مدارس طينية ويسكن في العشوائيات ويعتاش من جمع العلب الفارغة في مدن شوارعها محطمة وشعبها ما بين مهجر يسكن الخيام أو يفترش الرصيف ؟!!!
متى يامن تدعون حب علي تمشون على منهجه وتنصفون شعبه ٫؟!!!
متى نرى يوما تكون فيه خيرات العراق للعراقيين لا أموال تهرب ولا ثروات تسرق ولا عقول تهجر ؟!!!
متى ومتى ومتى والقائمة طويلة جدا تكفي لأكتبها على كل شبر بين بغداد وعمان والقاهرة ونواگشط ؟!!!
نريد أجوبة على أسئلتنا وإلا فموعدنا معكم أمام حكم عدل يقتص لنا منكم جميعا .
ولله في خلقه شؤون.