بقلم/د فاضل الشويلي
بعد سنوات من الترحال ومخالطة الناس وسبر اغوار أمُات الكُتب وحشد من الاصدقاء وسنين مضت حافلة بتجارب معاشرة الناس لم أجد صفة يمتلكها الانسان أجمل من التواضع ، هو خلق جميل يتمتع به الإنسان الراقي الرائع، بالتواضع يكسب الإنسان أحترام الاخرين ويكسب قلوبهم ، ولذالك فأن التواضع يقودنا للرفعة والسمو ، حتى قيل بالاثر لعنترة ابن شداد بيتاً شعرياً “لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ.. وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ” وبلا ادنى شك يمثل الغضب نقيض التواضع ، لايمكن لأنسان ان تعلو به الرتب والمناصب ودرجات المحبة لدى الناس والخالق دون ان يترك التكبر والغضب ولهذا ينال العلا، أمثلة كثيرة من الرجال والاصدقاء المتواضعين اللذين عرفتهم بحياتي وبحكم عملي بالسلك الدبلوماسي بات لزاماً علية الاشادة بشخصية مسؤولة، متواضعة، تستحق كل الثناء لصدق نواياها بالتواضع والقرب من المواطنين والموظفين، أعني الدكتور عمر البرزنجي وكيل وزارة الخارجية، للدكتور البرزنجي “حسجة” مثل ما نقول بالجنوب العراقي ، نعم يملك الرجل “حسجة” بالتواضع وطريقة التعامل مع الموظفين بكل درجاتهم الوظيفية، إنسانٌ لم أرٍ مثله تواضعاً وقُرباً من موظفيه، لم يغلق هاتفه بوجه كل ذي حاجة ومحب ، يشعرك بنكهة البساطة العراقية وحسن الظن المفقود، ينفرد الدكتور عمر البرزنجي باسلوب خاص فيه ، يحمل بطياته كثيرٌ من الحب والتواضع والاخلاص لابنائه الموظفين وبكل درجاتهم الوظيفية ، حتى اتهمته ذات يوم ملاطفةً بحمل خرزة المحبة وهي عادة للعراقيين يقولها حينما يحبون شخصية، لقد مر على العراق حكوماتٍ ورجالاً وتبدلت وزارات وجاءت اخرى ولكن ضرورة دعم المسؤولين من طراز البرزنجي والاشادة بهم بات مهماً جداً لخلق ضد نوعي، ضد المتكبرين وغالقي الابواب ، ضدٌ متواضع ، عبقري الاسلوب ، طيب الطباع ، مخلص النوايا ، نحن نرى ان الدكتور عمر البرزنجي يمثل مدرسة التواضع التي تهذب الكبرياء والتعالي وعلى المسؤولين اللذين ترفض قواميسهم التواضع ان يدركوا ان يوما ما سيفقدون الوظيفة ويصطمون بواقع مرير يرفضهم المجتمع بكل طبقاته وبهذا فأن اعادة بناء الدولة القوية العادلة، تكمن اولا واخرا بالتواضع، حيث المدرسة التي تخرج رجالا امثال الدكتور عمر البرزنجي ، لهذا اقول شكرا لك على تواضعك الصادق وسعة صدرك ، وبالوقت ذاته ادعوا كل العراقيين ممن كلفوا بالمسؤولية لدعم الرجال المخلصين المتواضعين، وكل وسائل الإعلام والاقلام الصحافية الحرة، ادعوهم للاطراء وصناعة رأي عام يدعم هذه الطاقات والارواح النقية التي لم تؤدلجها الدنيا الزائلة بغرورها ولم تغيرهم الكراسي عن عاداتهم وتقاليدهم ونشأتهم الاولى.