ذات صباح قادتني الصدفة لمراجعة وزارة الخارجية العراقية منها لزيارة اصدقاء احبهم وتربطني معهم علاقة صداقة متينة على مر السنين الماضية ومنها لغرض استكمال متطلبات اصدار جواز سفر ، ولأني مِقل في مراجعة الدوائر الرسمية فإن جُل ما يتكور في عقلي عن صورة الروتين القاتل في الدوائر هو ما اعتاده العراقي المكافح في سنواته الاخيرة من إجراءات تعسفية وكان الحياة توقف كلها ضد مواطن في احد شبابيك دائرة ما ، دخلت الوزارة ولعل اجمل ما ارسمه في الخيال عن الخارجية هو انها وزارة الدقة والتأنق وعمق التنظيم ، استقبلني صديقي العزيز د فاضل الشويلي رئيس دائرة افريقيا والذي كلمني عن حجم العلاقة الحميمة مع وكلاء الوزارة وبساطة استقبالهم دون روتين معقد وبعد خوض وقد التقيت الدكتور صالح التميمي وكيل الوزارة الذي يمتلك ملكة انسانية وتواضع كبير وترحيب بضيفه ولفت انتباهي اهتمامه بالفنان الذي عبر عنه بان (الفنان هو سفير البلد) وبعدها التقيت شخصيه نظرت لها قامة دبلوماسية كبيرة الوكيل الاقدم نزار الخيرالله ابداع دبلوماسي وثقافة عميقة
يحمل حب وطنه في سويداء القلب وحدقات العيون ، رحب الشويلي بقدومي وتبادلنا اطراف الحديث عن العراق والدوائر الرسمية والتكنولوجيا ودورها في تسهيل امر المواطنين وذكر لي الشويلي كيف ان الوزارة تعتمد مبدأ ، الموطن ثم المواطن ثم القانون ، حيث تبدأ الوزارة بهرم عملي تعمل عليه سواء هُنا في بغداد بمقر الوزارة او مع اي فرد من افراد الجاليات العراقية في دول العالم ، نقطة ارتكاز الهرم هي تقديم الخدمة للمواطن اولاً ومن ثم تطبيق القوانين ، ورويداً رويداً ، ومثل ما حكى لي الشويلي كان تعاملهم معي غاية باللطف واتباعهم للاجراءات خير ما وصلت اليه البشرية ، حيث الالية جيدة وتخدم المراجعين ، ولعل القصد من وراء ذلك هو الله الذي علمنا ان نفكر بهموم ابناء جلدتنا ، اكتب هذا بعد ما رأيت نجاح الخارجية في تقديم صورة جميلة عن حرص الحكومة العراقية على المواطنين لكن بالقلب آهات وحزن ورغبة وتمني ، كيف لا ؟! والكل يعلم كيف هو حال البقية الباقية من دوائر الدولة وتعاملها سواء وزارات او مراكز خدمة او ادارة المحافظات ، نشد على كل عراقي في موقع المسؤولية يعمل بجد حتى يبتكر فكرة تشذب انتظار المراجعين وتسهل معاملاتهم وندعو ان تكون جميع الوزارات والدوائر مثل الخارجية وطيب تعامها وصدق نواياه للتقدم نحو الافضل ، شكراً لكل من يعمل جاهداً حتى يتمتع العراقي بتقدير اكبر في نهاية هذا الصباح اود ان اشكر الاخ مخلص الكبيسي رئيس الدائرة القنصلية وتحية لاخي وصديقي العزيز الدكتور فاضل الشويلي .