بقلم/د. فاضل الشويلي
يخبرنا التأريخ أن الزعيم والسياسي الثائر الفيتنامي”هوشي منه” كان يقول للقادة العسكريين والمقاتلين أن “تحرير البلاد ليس منّة يتحملها الشعب، إنه واجب علينا أن نقدمه بلا خُطب، فالتاريخ لا يصنعه شخص واحد.”
تقول الأخبار إن فيتنام اليوم واحدة من أكبر عشرة شركاء تجاريين لأمريكا . والصادرات الرئيسية ، أصبحت الآن أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وغيرها من المنتجات الإلكترونية.إنه أحد أكثر التحولات الاقتصادية إعجازية في التاريخ، والذي أسفر عن تضاعف نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في فيتنام أكثر من خمسة أضعاف، من 2100 دولار إلى 11400 دولار . فيما نسبة البطالة في بلاد الرافدين في ارتفاع مستمر ، النزاهة ونظافة اليد والعقل الفذ أهم مايميز هوشي منه.
في عراق ما بعد عام 2003 لم تبرز شخصية سياسية مثل رئيس الوزراء الاسبق نوري كامل المالكي تكون قريبة من شخصية هوشي منه الفيتنامي ، المالكي هو المعادلة المتكافئة في منهاج السياسيين والرقم الأصعب في السياسة العراقية، كونه عمل بعقل سياسي واعٍ وقلب وطني مخلص وعقل مدرك لحجم التحديات والمخاطر ويسعى لبناء الدولة وهذا ما فعله المالكي حين كان العراق بلا دولة وصارت له دولة ومؤسسات وقوى امن تسهر على راحة المواطنين !
هل عرفتم الان ، لماذا دولة الرئيس الاسبق نوري المالكي صار زعيماً سياسياً ناجحاً ولم تستطيع دهاليز السياسة ان تركنه وتجتازه وبقى متماسكا بدوره المؤثر ، لأنه ببساطة عقل فذ ومخلص وطني وفوق كل هذا أن يده نظيفة لم تتلوث بسرقة المال العام ولم تتدخل في فتح ابواب السرقة، يد المالكي نظيفة من سرقة القرن ! احدى اكبر سرقات الفاسدين في العراق، في فيتنام ما تزال النظارة التي تشبه نظّارة المتقاعدين، ومعها ساعة جيب قديمة، ومجموعة كتب ، تجد لها مكاناً بارزاً في متحفهم الوطني، لأنها تخص شخصية لا يزال معظم الشعب الفيتنامي مغرماً بسيرتها، وأعني بها هوشي منه،الثائر والزعيم السياسي الذي أسس فيتنام الحديثة.
ساعة قديمة ونظّارتان هي كل ما يملك، فقد كان يقول ضاحكاً للذين يسألونه عن حالة التقشف التي يحيط بها نفسه، حتى بعد أن وقفت الحرب وأصبح زعيماً للبلاد: “الزعامة ليست في حاجة إلى المال، إنها بحاجة أكثر إلى عقل يفكر جيداً.”، ولذالك ان تقارن بين ما قاله هذا الرجل ، الذي ترك بلداً يتقدم بقوة إلى عالم الرفاهية، وبين السيد نوري كامل المالكي ، الذي وضع الاسس الاولى لمشاريع استراتيجة لسكن الاف المواطنين في بسماية وغيرها حتى اطلق عليه ابو الخبزه المالكي والمعروف عنه بين اواسط السياسين وعامة الناس صاحب كلمة ان وعدك صدق لهذا يعد المالكي من رجال السياسة في العراق له زعامة وطنية خالصة وخرج بتاريخ حقق فيه انتصارات واعاد أمناً مفقوداً وضبط هيبة الدولة ثم اعتكف لقيادة حزبه ائتلاف دولة القانون، يستذكر الفيتناميون اليوم زعيمهم هوشي منه باحترام وتقدير ويقارن العراقيون ايضا بين المالكي الزعيم السياسي الذي ارتضى ان يبقى لاعباً اساسياً خلف الستار دون ان يتورط بالمال الحرام وبين من تورط بسرقة القرن. والله من وراء القصد.