يريفان – أ.ف.ب
اعتقلت الشرطة الأرمينية عشرات المتظاهرين بعد محاولتهم، صباح الثلاثاء، قطع محاور رئيسية في يريفان، احتجاجاً على نقل أراضٍ إلى أذربيجان في إطار مباحثات السلام بين الجارتين لطيّ صفحة نزاع يعود إلى عقود.
وبحسب حصيلة حدثتها الشرطة اعتقل 63 شخصاً. وفي اليوم السابق، أوقفت الشرطة 150 متظاهراً لفترة وجيزة.
ووافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الذي يسعى إلى التوصل إلى اتفاق سلام بعد عقود من النزاعات الإقليمية مع باكو، على إعادة القرى الحدودية التي كان استولى عليها جيشها في التسعينيات، وأجرى البلدان أعمالاً مشتركة لترسيم الحدود في نهاية نيسان / إبريل.
لكن هذا القرار الذي اعتبره بعضهم تنازلاً غير مقبول، أدى إلى أسابيع من التظاهرات في منطقة تافوش ثم مسيرة نحو العاصمة يريفان، والتي بلغت ذروتها بتظاهرة شارك فيها آلاف الأشخاص في 9 أيار/ مايو، ومنذ ذلك الحين نظمت تظاهرات أخرى.
ويدير حركة «تافوش باسم الوطن» رئيس أساقفة هذه المنطقة باغرات غالستانيان، الذي يدعو إلى استقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان، وبرز باعتباره الشخصية الرئيسية للاحتجاج.
إضافة إلى الدعوات للتظاهر، حاول هذا المسؤول الروحي جمع ما يكفي من أصوات النواب في البرلمان الأرمني لإقالة رئيس الحكومة. لكن هذا الطريق صعب، فرئيس الوزراء الذي وصل إلى السلطة عام 2018 بعد ثورة سلمية، يتمتع بأغلبية برلمانية كبيرة.
ولا يمكن لرئيس الأساقفة الترشح لمنصب رئيس الوزراء بسبب جنسيته المزدوجة الأرمينية والكندية.
وقد تواجهت الدولتان اللتان كانتا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقاً في حربين داميتين، أوّلهما في التسعينيات خرجت منها أرمينيا منتصرة وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص، والثانية في 2020 كسبتها أذربيجان وأدّت إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص.
وفي أيلول/ سبتمبر 2023، أطلقت باكو هجوماً خاطفاً أدّى إلى استسلام الانفصاليين الأرمن في خلال بضعة أيّام أعادت إثره فرض سيطرتها على منطقة ناغورني كاراباخ برمّتها. وفي أعقاب ذلك، تسارعت المفاوضات الثنائية من دون أن تؤدي إلى اتفاق سلام شامل بين البلدين.