دعا الرئيس السلوفاكي المنتخب بيتر بليغريني، أمس الخميس الأحزاب السياسية في البلاد إلى تعليق مؤقت لحملاتها للانتخابات الأوروبية المقررة في الثامن من حزيران/ يونيو، غداة محاولة اغتيال رئيس الوزراء روبرت فيكو، وأكدت مسؤولة المستشفى الذي يعالج فيه فيكو «أنه في حالة خطيرة جداً لكنها مستقرة»، ووجهت للمهاجم وهو رجل سبعيني، الشاعر والكاتب والناشط على وسائل التواصل، تهمة «محاولة القتل مع سبق الإصرار».
وخضع روبرت فيكو الأربعاء لعملية جراحية استمرت خمس ساعات في مستشفى روزفلت في بانسكا بيستريتسا (وسط) التي نُقل إليها بمروحية و«لا تزال حالته خطرة جداً».
ووجّهت للمهاجم المفترض، وهو رجل في الواحد والسبعين من العمر تهمة «محاولة القتل مع سبق الإصرار» وأعلن وزير الداخلية ماتوش شوتاي إشتوك،أن للهجوم«دوافع سياسية». وأضاف «كان ذئباً منفرداً قرر التحرك بعد نتائج الانتخابات الرئاسية التي لم تعجبه».
وفي مواجهة التوترات في الطبقة السياسية، دعا بليغريني الأحزاب السياسية إلى أن«تعلّق» مؤقتاً الحملات للانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو، وهو الشهر الذي سيتسلّم فيه مهامه. وقال أمام صحفيين في براتيسلافا «سلوفاكيا لا تحتاج إلى المزيد من المواجهة والاتهامات المتبادلة» في هذه المرحلة، داعياً إلى إنهاء «حلقة الكراهية المفرغة».
من جهتها، دعت الرئيسة المنتهية ولايتها زوزانا تشابوتوفا إلى إنهاء «حلقة الكراهية المفرغة». وأكّدت مديرة المستشفى ميريام لابونيكوفا أنه لا يزال في حالة «خطرة للغاية»؛ إذ يعاني «عدة إصابات» وسيبقى في العناية المركّزة.
وقال كاليناك إنّ الهجوم «سياسي»، مضيفاً «يجب علينا الرد عليه وفقاً لذلك».
وذكرت وسائل إعلام سلوفاكية أن منفذ الهجوم (71 عاماً) حارس أمن سابق في مركز تجاري، ومؤلف ثلاث مجموعات شعرية وعضو في جمعية الكتاب السلوفاكية. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن الاطّلاع على الكثير من تصريحات الرجل الذي قال في مقطع فيديو نُشر قبل ثماني سنوات على الإنترنت «العالم مملوء بالعنف والأسلحة. يبدو أن الناس أُصيبوا بالجنون».
ونقل موقع «أكتو اليتي.إس. كيه» الإخباري عن ابن المشتبه فيه قوله «إن والده يحمل رخصة للسلاح الذي استخدمه في محاولة الاغتيال». وفي مقطع فيديو غير مؤرخ نُشر على فيسبوك، شوهد المهاجم وهو يقول «لا أتفق مع سياسة الحكومة».
وهذه أول محاولة اغتيال يتعرض لها زعيم سياسي أوروبي منذ أكثر من 20 عاماً، وأثارت إدانات دولية؛ إذ يقول محللون سياسيون ومشرعون إنها مؤشر على مناخ سياسي يسوده التوتر والاستقطاب بشكل متزايد في أنحاء أوروبا. وأثار الحادث تساؤلات حول ترتيبات الحماية الأمنية لرئيس الوزراء، إذ تمكن المهاجم من إطلاق خمس طلقات من مسافة قريبة رغم وجود العديد من الحراس الشخصيين بجانب فيكو.
وشهدت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 5.4 مليون نسمة جدلاً سياسياً واستقطاباً في السنوات الماضية، بما في ذلك انتخابات رئاسية شهدت منافسة شديدة الشهر الماضي، وساعدت في إحكام قبضة فيكو على السلطة بعد فوز حليفه بيتر بليغريني. ( وكالات )