واصلت إسرائيل، أمس الجمعة، حربها على قطاع غزة، لليوم 224 على التوالي، وكثفت قصفها الجوي والمدفعي العنيف على أنحاء القطاع، مستهدفة منازل ومراكز إيواء النازحين وشوارع، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة عدد آخر من الفلسطينيين، وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وسع عملياته العسكرية في رفح، أكد أنه يخوض في جباليا القتال «الأكثر ضراوة ربما» منذ بدء الحرب، كما أعلن انتهاء عمليته في حي الزيتون بمدينة غزة، في وقت حذرت منظمات الإغاثة الدولية من تحديات متزايدة، وسط مخاوف من وقف عملياتها في قطاع غزة، في حين بدأ دخول أولى المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم، وفق ما أعلن الجيش الأمريكي، وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها لم تتلق أي إمدادات طبية في غزة منذ 10 أيام.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن القتال الذي يجري حالياً في منطقة جباليا في شمال قطاع غزة «ربما يكون الأكثر ضراوة» في المنطقة منذ بدء هجومه البري في 27 تشرين الأول/أكتوبر. وقال مدير الدفاع المدني في شمال قطاع غزة أحمد الكلحوت، إن الجيش الإسرائيلي قام بحرق أجزاء كبيرة من مخيم جباليا. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، انتهاء عملياته العسكرية في حيّ الزيتون في مدينة غزة. وكشف تقرير إعلامي إسرائيلي أن قنبلة تزن نصف طن سقطت من طائرة حربية إسرائيلية بالخطأ على إحدى مستوطنات غلاف غزة. وكذلك أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية عثرت على جثث ثلاثة رهائن من غزة وأعادتها إلى إسرائيل من دون ذكر تفاصيل أخرى.
وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 35303 قتلى و79261 مصاباً منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فيما أُطلقت رشقة صاروخيّة من مخيم جباليا صوب مستوطنة «سديروت» في «غلاف غزة».
ومن جانبها، أعلنت وكالة «أونروا»، التابعو للأمم المتحدة أن أكثر من 630 ألف شخص، نزحوا من مدينة رفح جنوب القطاع، منذ تكثيف الهجوم البري الإسرائيلي بالمدينة.من جهة أخرى، قال مدير منظمة غير حكومية أوروبية طلب عدم الكشف عن هويته «هناك احتياجات ضخمة، وسيكون هناك طلب على المزيد والمزيد منها، وستصل بشكل أقلّ فأقلّ إلى السكان». وأكد مسؤولو المنظمات غير الحكومية أن القانون الإنساني الدولي يتطلب من أطراف النزاع السماح بتوزيع المساعدات.
في غضون ذلك، قالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان، بدأت الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية بالتحرك نحو الشاطئ عبر الميناء المؤقت في غزة. وأضافت: هذا جهد متواصل متعدد الجنسيات لإيصال مساعدات إضافية إلى المدنيين الفلسطينيين في غزة عبر ممر بحري طابعه إنساني بالكامل. وقالت بريطانيا إنها نقلت مساعدات لغزة للمرة الأولى، وذلك باستخدام الرصيف المؤقت الذي أقامته الولايات المتحدة لنقل مواد إغاثة إلى القطاع. كما أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل، انطلاق شحنة جديدة من المساعدات مقدمة من الاتحاد الأوروبي، من قبرص إلى غزة عبر الممر البحري والرصيف الأمريكي الذي تمّ تشييده حديثاً.
وفي السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنها لم تتلق أي إمدادات طبية في قطاع غزة منذ السادس من أيار/مايو عندما أمر الجيش الإسرائيلي المدنيين بمغادرة شرق رفح، مشيرة إلى نقص كبير، بشكل خاص في المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة أن «عشرات المدنيين» هاجموا ليل الخميس شاحنة في الضفة الغربية المحتلة، ما أدى لإصابة سائقها وعدد من الجنود، في اعتداء نسبته وسائل إعلام محلية إلى مستوطنين اشتبهوا بأن الشاحنة تنقل مساعدات إلى قطاع غزة. (وكالات)