هذا رجل قل نظيره…منتسب في الشرطة الاتحادية، ولكنه لديه حس إنساني مرهف، كرس حياته لخدمة الفقراء والمعوزين والمحتاجين ولمن ضاقت بهم سبل الحياة، وممن لم يجدوا مأوى يأويهم..فطرح مع نفسه مشروع الـ (1000) دينار، يجمع الألف فوق الألف ليجمع مقدارا من المال يبني به بيتا ويهديه لمن لا يجد مسكنا يسكنه.
اتصلت بالشاب سيف وهو من أهالي الشوملي في محافظة بابل الذي تحدث عن مشروعه بالقول: فكرة مشروع الألف دينار انطلقت عام 2019 والفكرة تتلخص ببناء مساكن للأيتام والفقراء والعوائل التي ليس لها معيل ولا تستلم راتبا، عدا راتب الرعاية الاجتماعية..وتطورت الفكرة شيئا فشيئا ويوم بعد يوم وطموحي أن ابني مدينة كاملة متكاملة.
وفي سؤال للمربد عن كيفية التوفيق بين وظيفته كمنتسب في الشرطة ومشروع الألف دينار قال سيف: في بداية انطلاق المشروع لم تكن قيادة الشرطة تعلم به، في ذلك الوقت كنت قد سلمت عشرة دور فقط، وحين علمت قيادة الشرطة بمشروعي دعمتني وساندتني معنويا وماديا، وخلال عام 2020 سلمت 44 وطن (أي دار)، أما في العام الماضي فقد سلمت 19 دارا متفرقة ثم المجمع السكني الذي يضم 25 دارا وهذا المجمع بنيته من طابوق درجة أولى، كما أن الأرضية كاشي..وفي هذا العام باشرت ببناء مدينة سكنية متكاملة مخصصة للفقراء والأيتام والأرامل والمعوزين مكونه من 100 دار ومدرسة وروضة ومسجد ومستوصف وأسواق.
وأضاف سيف قائلا: انه يتلقى الدعم من داخل وخارج العراق..موجها دعوة إلى رجال الأعمال والمتمكنين للمساهمة في توفير المواد الإنشائية، مشيرا إلى أن موقع المدينة سيكون في مدينة الشوملي شمال الحلة.
وأوضح سيف في حديثه للمربد: أنه بغض النظر عن آلاف السلات الغذائية، ومعالجة الكثير من الحالات المرضية، فقد أنجزت خلال ثلاث سنوات إنشاء 49 دار بناء وتسليم كامل، بالإضافة إلى المجمع السكني الحالي، وكذلك المدينة المتكاملة التي يعمل عليها الآن.
ويؤكد سيف عباس كطوف انه لا يبني على ارض تجاوز إطلاقا، فالأرض أما أن تكون تبرعاً أو شراءً أو أن احدهم يمتلك أرضا ولا يمتلك الإمكانية لبنائها فنساعده على ذلك.
يضيف سيف قائلا: لا يوجد لدي فريق عمل اعمل بجهد شخصي ولا يوجد لدي مكتب، واعمل على دعم الخيرين من داخل وخارج العراق.
وأفاد سيف قائلا: لدينا جباية أسبوعية وهي ألفين دينار من محلات في مدينة الشوملي حيث يوجد أكثر من مئة محل في المدينة، وما زال الناس يدفعون الألف والألفين، وقبل أيام تبرع احدهم بـ 10 آلاف دينار، وآخرون تبرعوا بالاسمنت والطابوق ومواد إنشائية أخرى، وكل هذه كما يقول سيف صدقات جارية.
الأخبار الجديدة سألت سيف ما إذا كانت الدولة تقدم له المساعدة قال: إن دوائر الدولة الخدمية تقدم له خدمة جيدة، سواء البلدية أو الماء أو المجاري أو الكهرباء، فالمجمع السكني تكفلت به البلدية، أما الكهرباء فقد وفرت الأعمدة والأسلاك، ويشير إلى انه ليس لديه اتصال بالسياسيين (هم يتصلون بي ولكني لا استقبل أي مساعدة وأنا ارفض دعمهم لمشروعي).
ومن أسباب نجاح مشروعه قال إن هناك أسباب لنجاح المشروع منها الأسطى، واليد العاملة والنجار والكهربائي والسباك وهؤلاء يعملون مجانا وهو أمر يساعدنا كثيرا وبعضهم يأخذ نصف أجرته، وفي نفس الوقت نعمل على توفير فرص عمل لعشرات الشباب.
وأردف سيف قائلا إنه لا يستطيع أن يصف مشاعره وهو يرى العوائل المتعففة تستلم دورها، وإننا نختار العوائل المحتاجة فعلا مثل العوائل التي لامعين لها، أو أن يكون رب العائلة عاجز عن العمل، أنا أشاهد الفرح على وجوه الناس، فهناك من لا يجد قوت يومه فكيف إذا تعطيه بيتا، هذا أمر لا يمكن وصفه.