وأكَّد السيّد الوزير إنَّ الحكومة العراقيَّة كانت ومنذ بدء الأزمة السوريّة حريصة كل الحرص على دعم جميع المُبادرات والجُهُود الدوليَّة والإقليميَّة الراميَّة لحل الصراعات في المنطقة من خلال نبذ التناحرات والحلول العسكريّة وتغليب لغة الحوار والجُهُود الدبلوماسيَّة لتحقيق الأمن والاستقرار.
مُضيفاً أنَّ العراق دعا في جميع المحافل الدوليَّة إلى عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربيَّة لما لهذه العودة من أهميَّة بالغة في تغليب لغة الحوار تمهيداً لإرساء الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، مُؤكَّداً على دعم العراق لكافة المُبادرات التي تحترم خيارات الشعب السوريّ وتحفظ لسوريا وحدتها وسلامة أراضيها وتصون وتعزز مبادئ وقيم حقوق الإنسان فيها، داعياً كافة الأطراف المعنيّة للانخراط في حوار سياسيّ بناء يهدف لإيجاد حلول سريعة للمعاناة التي تعرض لها الشعب السوريّ بسبب تلك الأزمة وتسريع كافة الجُهُود الراميَّة لتسريع العودة الأمنة والطوعيَّة للمهاجرين والنازحين إلى أماكنهم وإعادة اعمار المناطق المتضررة وفق مانص عليه قرار مجلس الأمن 2254، وبيانات مؤتمر جنيف حول سوريا ومحادثات أستانا للسلام في سوريا، مُبيناً أنَّ العراق يجدد دعمه لجُهُود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيّد غير بيدرسون لإيجاد حل للازمة وايقاف معاناة الشعب السوريّ.
مُشيراً إلى أنَّ العراق يستضيف مايقارب الـ ( 260 ) الف مواطن سوريّ مسجل، فضلاً عن عشرات آلاف من المواطنين السوريين المنتشرين في المدن العراقيَّة من غير المسجلين في سجلات مفوضيَّة الأمم المتحدة للاجئين، وأنَّه يثمن كافة الجُهُود التي يبذلها الاتحاد الأوروبيّ والأمم المتحدة لدعم دول المنطقة التي تستضيف اللاجئين السوريين، مُبيناً أنَّ العراق وبالرغم من التحديات الأمنيَّة واللوجستيَّة التي يواجهها قد سمح بعمليات نقل المساعدات الإنسانيَّة عبر الحدود ويتعاون بإيجابيَّة مع برامج ومشاريع مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانيَّة ومفوضيَّة اللاجئين وغيرها من المنظمات الدوليَّة الإنسانيَّة.
وجدد معاليه دعوة العراق للمجتمع الدوليّ بضرورة تكاتف الجُهُود للقضاء وبشكل نهائيّ على فلول تنظيم داعش الإرهابيّ وفكره المُتطرف ومُحاسبة أفراده عن كافة الجرائم التي ارتكبوها بحق الأبرياء والتي ترقى إلى مُستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيَّة والابادة الجماعيَّة، وضرورة إيجاد حل نهائيّ وحاسم لموضوع مخيمات اللاجئين المُنتشرة في سوريا وبعض دول المنطقة لما يمكن أنَّ تشكله هذه المخيمات من خطر داهم على الأمن الإقليميّ والدوليّ.
وفي الختام أعرب السيّد الوزير عن شكره للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر من مسؤوليّ الاتحاد الأوروبيّ والمنظمات الدوليَّة والعاملين في مجال الإغاثة والمُساعدات الإنسانيَّة على الجُهُود الكبيرة التي يبذلونها لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين.
الجدير بالذكر أنّ هذا المؤتمر يعقد سنوياً وعلى المستوى الوزاري، وبحضور شخصيات رفيعة المستوى، ويجري السيّد الوزير على هامش المؤتمر لقاءات ثنائيَّة لبحث القضايا المتعلقة بدعم سوريا وقضايا المنطقة.