العراقيون بانتظار طبقة سياسية تسعى بدلا عن الاكتفاء بمعارك السلطة التي عفا عليها الزمن إلى أن تشمر عن سواعدها لإحراز تقدم بتحقيق القائمة الطويلة من الأولويات المحلية المعلقة في البلاد.
حضّت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق جينين هينيس بلاسخارت، أمس الثلاثاء، الطبقة السياسية العراقية على الخروج من المأزق الذي تمر فيه مؤسسات البلاد منذ أكثر من 7 أشهر، محذّرة من مخاطر حدوث اضطرابات شعبية.
وقالت بلاسخارت -في تصريح للصحفيين عقب جلسة دورية لمجلس الأمن الدولي حول العراق- إنها دائما ما تسعى لرؤية الجانب الإيجابي من الأمور “لكن حان الوقت لإحداث تغيير ولارتقاء القادة السياسيين العراقيين إلى مستوى أعلى”.
وحذّرت من احتقان شعبي، وقالت “لا يمكن أن نسمح بالعودة إلى الأوضاع التي شهدناها في أكتوبر/تشرين الأول 2019” في إشارة إلى المظاهرات الدامية التي شهدتها البلاد.
وشدّدت بلاسخارت مرارا أمام مجلس الأمن على “أهمية الخروج من المأزق السياسي” الذي يشهده العراق منذ نهاية العام الماضي، والذي تقول إنه يثير نقمة شعبية.
وأشارت إلى تفاقم الأوضاع في البلاد من جراء “التداعيات المستمرة للجائحة والتوترات الجيوسياسية العالمية”.
وشدّدت المبعوثة الأممية على ضرورة أن “تسود نية صادقة وجماعية وعاجلة لحل الخلافات السياسية لكي تتمكن البلاد من المضيّ قُدما والاستجابة إلى احتياجات أبنائها”.
وفي كلمتها قالت بلاسخارت أيضا إن التصحر في العراق يعد مصدر قلق رئيسي، في وقت الطبقة السياسية منشغلة في معارك السلطة.
وعن كردستان، قالت بلاسخارت “الانقسامات في الإقليم تعمقت مما أثر سلبا على السكان” مبينة أن “دول الجوار تنتهك سيادة العراق وأمن أراضيه”.
ولفتت إلى أن “الافتقار إلى آليات تنسيق وتنفيذ واضحة وهيمنة المصالح الحزبية والوجود المستمر للمفسدين يعوق بشكل كبير إحراز تقدم ملموس في سنجار (شمالي العراق)”.
وبعد مرور أكثر من 7 أشهر على الانتخابات التشريعية، لا تزال المؤسسات الحكومية تشهد شللا مع تعذّر انتخاب رئيس للبلاد. وفي هذا البلد رئيس الجمهورية هو الذي يكلّف رئيس الوزراء تشكيل الحكومة.
وبانتظار الخروج من المأزق يستمر الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح، المرشّح لولاية جديدة، ورئيس الوزراء مصطفى كاظمي بتسيير الأعمال.