admin
آمن المخرج المصري يسري نصر الله بموهبة الممثل باسم سمرة منذ بداية مشواره؛ بل واعتبره في مكانة الأخ والصديق. رأى المخرج الكبير في الفنان الشاب طاقة تمثيلية كبيرة وإمكانيات تؤهله لتقديم الكثير من الشخصيات المتنوعة. سارا معا في طريق السينما، تشاركا الأفلام والدعم والأحلام منذ قدما فيلم “سرقات صيفية” في عام 1988، ليكون انطلاقة للعديد من الأعمال المشتركة، على رأسها فيلم “صبيان وبنات” الذي أنتجه جابي خوري في عام 1995.
وعلى الرغم من أن “سرقات صيفية” شهد دور البطولة الأول لباسم سمرة، فإن اللقاء الأول الذي جمعه بنصر الله جرى قبل 31 عاما -وتحديدا في عام 1991- في فيلم “القاهرة منورة بأهلها”، والذي شهد الظهور الأول سينمائيا لسمرة، وكان المخرج يسري نصر الله وقتها مساعدا للمخرج الراحل يوسف شاهين.
باسم سمرة وملامح مصرية أصيلة
أصبح باسم سمرة بعد ذلك بطلا دائما في أفلام نصر الله؛ فمنحه بطولة فيلم “مرسيدس”، وأتبع بالفيلم الوثائقي الوحيد لكل من الطرفين وهو “صبيان وبنات”، ليأتي باسم سمرة ويقدم دور البطولة المطلقة بفيلم “المدينة” في عام 2000، والذي جسد خلاله حياة الشباب المصري الذي يحلم بالهجرة إلى الغرب، ويعاني من مشكلات اختلاف المجتمع والعنصرية.
قدم المخرج المصري صديقه في هذا العمل الذي لفت أنظار الجميع إليه؛ فبجانب توظيفه لإمكانياته التمثيلية، نجح نصر الله في استغلال الأصالة الواضحة في ملامح سمرة صاحب الوجه المصري التي يشبه وجوه أبناء الطبقة الكادحة بكل تفاصيلها.
استراحة فنية
كانت أعمال يسري نصر الله شحيحة في السينما، لكنه لم يتخلَّ عن نجمه المفضل في فيلم “باب الشمس” في عام 2004، وأشركه بدور صغير، ثم استعان به في فيلمه التالي “جنينة الأسماك” في عام 2008، فيما يشبه ضيف الشرف.
بعدها بـ4 سنوات خف التعاون بينهما، خاصة أن نصر الله لم يقدم في تلك السنوات سوى فيلم “احكي يا شهر زاد”، وإحدى حكايات فيلم “18 يوم”، الذي دارت أحداثه عن “ثورة يناير 2011”.
في تلك الفترة، حاول سمرة أن يشق طريقه منفردا بعيدا عن “تميمة حظ” نجاحاته، فتنقّل بين السينما والدراما، وشارك في الأدوار التي تحتاج إلى الجرأة والوجه الصارم في ذات الوقت، وبالفعل ترك بصمة في عالم الفن وبين صفوف النجوم من خلال بعض المشاركات التي تركت بصمة مثل فليم “الفرح”، و”قبلات مسروقة”، و”أحاسيس” و”678″ ومسلسل “هالة والمستخبي”، و”الحارة”، وبعض الأعمال الأخرى.
التحول الأول
وبالرغم من مهارة باسم سمرة في التمثيل التي لا يستطيع أن ينكرها أحد، فإنه أيضًا لم يكن كثير الانتشار بالنسبة لفئته العمرية، ولم تساعده الكثير من الأدوار في أن يتربع على عرش منطقة فنية بعينها، لكن ظل حلم الصديقين مستمرا في تحقيق ما لم يقدمه أحد عبر فيلم “بعد الموقعة” الذي يعد أحدث محطات الصديقين.
حمل العمل وجهة نظر مختلفة عما حدث فيما يسمى بـ”موقعة الجمل” إبان ثورة يناير. كانت الفكرة تناقض مشاعر البطل والبطلة في اللحظة، لكن البعد الإنساني دفع بها إلى الواجهة لتصير محور الفيلم الذي عرض في عام 2012 وكان سؤال نصر الله الأساسي هو: لماذا قام أصحاب الخيول في هذه الموقعة بدهس المواطنين في الميدان الثوري؟
وكان هذا العمل البوابة التي عبر من خلالها باسم سمرة ليقدم الأدوار التي وضعته بعدها في مكانة فنية كبيرة مثل مسلسل “ذات”، و”بين السرايات”، و”آسيا”، و”صديق العمر”.
13 عملا مشتركا.. و9 أدوار بطولة
يجمع المخرج يسري نصر الله والممثل باسم سمرة تاريخ فني مكون من 13 عملا سينمائيا ودراميا، منها 9 بدور البطولة، وكأن أحدا من الممثلين لا يستطيع تنفيذ ما يريده سواه؛ فعادا للعمل معا في فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” في عام 2016، والذي شارك في مهرجان “كان” السينمائي الدولي وحصد عددا من الجوائز.
أما الانتقال في مشوار الثنائي، فكان من خلال مسلسل “منورة بأهلها”، الذي شارك باسم سمرة في بطولته بدور جديد من نوعه، حيث إن جرأته ساقته ليوافق لصديق عمره على دور مصمم الأزياء الذي يقع في العديد من الخطايا المتعلقة بالأخلاق والشرف ويظهر بها بشكل لم يتوقعه الجمهور ليحقق العمل طفرة نوعية في حياة الطرفين.
بعدها انطلق باسم سمرة، لامعًا في أدوار البطولة الدرامية مرة أخرى محققًا الأعلى مشاهدة عبر عدة منصات عربية من خلال أعماله والتي كان آخرها مسلسل “منعطف خطر”.
دعمٌ لا يتوقف
يعد باسم سمرة من الفنانين نادري الظهور على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن مع تعرضه لبعض المشكلات في السنوات الأخيرة، خرج صديقه يسري نصر الله ليدافع عنه؛ فحين حدث خلاف بين سمرة والفنان المصري محمد رمضان، دافع نصر الله عن صديقه وقال إنه “ليس -فقط- ممثلا مدهشا، ولكنه إنسان طيب أيضا”.
ليس هذا فحسب، بل أسهم المخرج المصري في الترويج لمسلسل “منعطف خطر” الذي يؤدي سمرة دور بطولته، وقام بدعمه بشكل كبير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي رغم أنه من إخراج السوري سدير مسعود، وليس من إخراجه.
