تبدو نساء “بيت التنين” عبارة عن أرحام تؤدي إلى العرش، يستخدمهن الأب أو الزوج أو العم كأسلحة للوصول إلى هدفه النهائي
في الحلقة الثالثة من مسلسل “بيت التنين” (House of The Dragon) تشتعل النيران حول العرش الحديدي، وتحوم حوله الضباع بحثا عن وسيلة للسيطرة عليه، وبعد أن كانت الخطط والمؤامرات تتم من خلال محاولات تزويج الملك، فإن الأسلحة تصبح أكثر خشونة، والمؤامرات أشد فتكا.
كانت الحلقة الثانية قد شهدت استقطابات حادة وحروبا دموية أكل خلالها سرطان البحر أجساد البشر أحياء. فقد كشف صناع العمل عن سلاح جديد وهو “سرطان البحر”، وهو أمر ليس غريبا في “لعبة العروش”، وليس غريبا في مسلسل يلعب فيه التنين الدور الذي يلعبه السلاح النووي في عالمنا.
أراد مخرج العمل أن يؤكد التفاصيل، فجعل لقطات تناول سرطان البحر للحم البشري مكبرة، وبطيئة بالقدر الذي يثير الرعب والتقزز معا.
أمير مارق
خلف ذلك المشهد الوحشي، تتصاعد أبخرة سوداء ناتجة عن احتراق سفن اللورد كورليس بإيقاع متوسط باتجاه شمس تتوسط السماء في محاولة لطمسها، ثم ينتقل المخرج إلى الحكي الدرامي بعد حوالي 6 أشهر من وفاة الملكة والأمير الذي كان ينبغي أن يصبح وليا للعهد ويرث ملك فيسيريس.
كانت الأزمة الأكبر قد انفجرت منذ أن قرر الملك فيسيريس إبعاد شقيقه “ديمون” إلى الوادي بعدما بلغه ما يفيد بأنه احتفل بوفاة الأمير الصغير في أحد بيوت الدعارة، وبدلاً من أن ينفذ أوامر الملك، ذهب ديمون إلى دراغونستون وهي المقر الرئيسي لعائلة تارغارين، وقام بتحصينها برجاله.
وفي إمارة ستيبستونز على حدود مملكة ويستروس، استحوذت مليشيا المدن الحرة بقيادة الأمير كراغا دراهارعلى أسطول من سفن اللورد كورليس وأطعم رجاله لسرطان البحر.
تحريض
ثمة جلسة عاصفة في مجلس الحكم المصغر حيث يريد اللورد كورليس دعما من المملكة لغزو الإمارة الحدودية المعتدية، وتحاول الأميرة رينيرا دعمه عبر اقتراحها استخدام قوة التنين لردع المعتدين، لكنها تستبعد بتكليف الملك لها باختيار رئيس جديد للحرس الملكين، بينما يدفع اللورد أوتو هايتاور باتجاه اتخاذ إجراءات فورية ضد الأمير المارق “ديمون” شقيق الملك.
كان الملك قد استجاب للضغط الذي مورس عليه من أجل الزواج لإنجاب ولي عهد بطريقته، حيث اختار ابنته الأميرة رينيرا لتكون وليا للعهد، لكنها تدرك تماما أن اللوردات مستعدين تماما لإحراق العالم مقابل عدم السماح لامرأة بأن تصبح ملكة.
وفي محاولة لشق طريقهما إلى العرش الحديدي بشكل غير مباشر، قدم اللورد كورليس والأميرة راينيس (المنافسة السابقة للملك على العرش) للملك يد ابنتهما، الأميرة لاينا البالغة من العمر 12 عاما فقط.
لقد اختار الملك أليسنت هايتاور ابنة اللورد اوتو هايتاور، لينتج عن هذا الاختيار أزمة حقيقية في علاقة الصداقة بين الفتاتين رينيرا وأليسنت، كما يندفع اللورد كورليس إلى ذروة الغضب، ويذهب إلى الأمير المارق ديمون ويطلب دعمه في الحرب ضد ستيبستونز التي أغرقت له 4 سفن على أن يقف مع الأمير ضد شقيقه الملك فيسيريس.
كان الأمير قد انتهى لتوه من حبك كذبة فاشلة حول زوجة جديدة وطفل جديد ولهذا استولى على بيضة تنين، مما دفع بالملك لمواجهته بنفسه، لكن اللورد هايتاور يستطيع تولي المهمة وهناك يفاجأ الأمير المارق واللورد هايتاور بالأميرة رينيرا (ولي العهد) تقود التنين وتحسم الموقف وتسترد بيضة التنين دون إراقة دماء.
نساء ويستروس
تبدو نساء “بيت التنين” عبارة عن أرحام تؤدي إلى العرش، يستخدمهن الأب أو الزوج أو العم كأسلحة للوصول إلى هدفه النهائي، وبعيدا عن العلاقات التي تربط هؤلاء النساء ومصيرهن، فإن أغلب النماذج في المسلسل تعتبر استخدام الرجال لها قدرا لا مفر منه باستثناء رينيرا ابنة الملك فيسيروس.
رينيرا (ابنة الملك) وأليسنت هايتاور (ابنة مساعد الملك) صديقتان مقربتان، فقدت كل منهما الأم، تعيشان أحزانا متشابهة تقريبا، لكن رينيرا التي اقتربت فرصتها في عرش ويستروس تؤمن في قرارة نفسها بقدرتها على تجاوز رجال المملكة وتولي الملك وقيادة ويستروس إلى النصر، وفي المقابل فإن “أليسنت الجميلة” تحاول التقرب من الملك طمعا في أن تصبح زوجته وأم ولي العهد.
تلتقي الصديقتان وتتهامسان حول أحزانهما المشتركة وآمالهما وأحلامهما، لكن أليسنت لم تصارح صديقتها بما يدور مع الملك. كان اللورد هايتاور هو الذي يدفع بابنته الجميلة للتقرب من الملك.
وفي حين أعلن الملك عن اختيار أليسنت، جاءت نهاية الصداقة بين الأميرتين اللتين تم استخدام كل منهما فالأميرة رينيرا تم اللجوء إلى توليتها للعهد بعد موت شقيقها، وخيانة عمها بالفرح في موت ابن أخيه، أما أليسنت فقد دفع بها والدها اللورد هايتاور دفعا للتقرب من الملك، ليكون لنسله نصيبا من العرش.
المرأة الثالثة، في بلاط ويستروس هي الطفلة لاينا ذات الـ12 عاما والتي دفع بها اللورد كورليس للملك ليتزوجها، وليرفضها الملك، لأنها طفلة.
والنساء الثلاث في العمل يتم الدفع بهن للاستخدام كأدوات فقط، بينما تحاول رينيرا التعبير عن عقل وليس رحما. أما المرأة الرابعة، فهي تلك التي استخدمها الأمير ديمون ليوهم شقيقه وحاشيته أنها حامل، واعتبر ذلك مبررا لسرقة “بيضة تنين” وهي رمز لقوة العائلة وتوضع في فراش الطفل المولود، ولم تكن تلك المرأة حاملا ولم تكن زوجة له من الأصل.
مركزية العرش
تدور المؤامرات والخطط في ويستروس حول مركز واحد هو العرش، وتتقاطع أحلام وطموحات الشقيق المارق ديمون واللورد كورليس واللورد هايتاور وابنته أليسنت والأميرة رينيرا حول العرش الحديدي الذي تسيل من أجله الدماء خارج المملكة وداخلها، وتتمزق من أجله صلات القربي كما تتمزق أجسام الجنود حين يسقطون صرعى في الحروب من أجله.
ذلك العرش الذي تخلى من أجله الملك عن زوجته واختار أن تموت وينجو الجنين حين فرض عليه الأطباء الاختيار، لكن الجنين وأمه ماتا.
والأمير ديمون الذي يمارس أسوأ أنواع الجنون بقتل البشر وبتر أعضائهم ليثبت جدارته، وينتظر إعلانه وليا للعهد، يفاجأ بأخيه وقد اختار ابنته في خروج على تقاليد ويستروس، فيجن ويتمرد ويتحصن في مقر العائلة غاضبا ومنتظرا خلو العرش.
ويأتي نموذج اللورد أوتو هايتاور الذي يدفع ابنته للتقرب من الملك لإنجاب ولي العهد، في حين يحاول اللورد كورليس فرض ابنته لاينا زوجة للملك لتتحد العائلتان، ويرفض فيسيروس لأن لاينا لا تتجاوز 12 عاما.