أن تدهور الكثير من القطاعات في أي مجتمع يمكن إعادة بنائها وتقويمها إلا قطاع التعليم فاذا ما أصابه الدمار والانحدار فإن عملية بنائه وتقويمه تصبح عملية صعبة ومعقدة وتحتاج إلى وقت طويل وأموال وعمل متواصل من كوادر أكاديمية وتربوية متخصصة حتى ينهض من جديد. أن أسباب انهيار التعليم كثيرة من أهمها تأكل البنى التحتية وعدم تأهيلها من جديد، وقلة معرفة الكوادر التدريسية بطرق التدريس الحديثة وطرق التعامل المناسبة مع الطلبة والادارة الصفية هذا بالإضافة إلى ضعف أو إنعدام الكثير من الأنشطة الرياضية والفنية في أغلب المدارس، ويمكن القول أن أهم سبب وراء تدهور التعليم هو المناهج الدراسية القائمة على الحفظ والتلقين للطلبة، مناهج تركز على كم المعلومات التي تحشو ادمغة الطلبة بدون تخطيط لتقديم هذه المعلومات بشكل يتناسب مع المراحل العمرية والدراسية للطلبة، كما أن هذه المناهج لم توضع وفق النظريات العلمية والنفسية الحديثة في التعليم، لهذا لم يعد التعليم وسيلة للإعداد للحياة والتغيير الثقافي والاجتماعي للإنسان، بل أصبح التعليم وسيلة لتصميم أو قولبة الطالب للحصول على وظائف محددة، ولتحقيق مكاسب مادية ومعنوية لا أكثر.. كما أن تدهور التعليم رافقه ظهور الكثير من الظواهر السلبية التي بدأت تنتشر بين اوساطه من مثل الفساد الإداري والمالي، هذا بالإضافة إلى الغش في الامتحانات حتى أصبحت ظاهرة تميز الامتحانات ولا سيما الامتحانات للصفوف المنتهية، لدرجة أنك قد تجد بين الكثير من الأطباء أو المحامين أو غيرها من المهن في المجتمع من أكمل تعليمه من خلال الغش في الامتحان لتكون نتائجه السلبية على المجتمع ككل ومن جميع النواحي الاخلاقية والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية. أن التعليم في مجتمعنا أصبح بحاجة ملحة إلى معالجة واضحة وشاملة وبكل موضوعية لأن التعليم هو الأساس في بناء أي مجتمع، وتدني مستواه يعني تدني أغلب نواحي الحياة في ذلك المجتمع.