تعرف وسائل التواصل الاجتماعي بأنها عبارة عن تلك المواقع التي توجد على شبكة الإنترنت العالمية، ويتم من خلالها تفاعل المستخدمين مع بعضهم البعض وتواصلهم مع عوائلهم واصدقائهم، ولم ينحصر استخدام هذه الوسائل على المستوى الشخصي والاجتماعي فقط بل تم استخدامها لأهداف تجارية وعلمية وغيرها، وبالرغم من الإيجابيات الكثيرة لهذه الوسائل فهي لا تخلو بالتأكيد من السلبيات. وأن استخدام هذه الوسائل لا يقتصر على فئة عمرية أو فكرية معينة بل إنها أصبحت متاحة للجميع، لما فيها من جاذبية تشد كل من يطالعها كونها دائمة التجدد، لتصبح جزء لا يتجزأ من حياة الكثير من الناس، وان منصات التواصل الاجتماعي من مثل غرف الدردشة ومواقع الفيديو والشبكات الاجتماعية ومنصات التواصل النصي ومحادثات الفيديو والألعاب الإلكترونية.. الخ غيرت من مفهوم طرق التواصل التقليدية إلى التواصل من خلال السماح للأفراد بالمشاركة الفورية والتفاعلية للمعلومات، وتتوفر في هذه الوسائل الكثير من المعلومات حول طرق الانتحار عبر الشبكة العنكبوتية وعبر وسائل التواصل الاجتماعية والتي لها دوراً كبيراً في التأثير على سلوك المتلقي للانتحار وبشكل إيجابي أو سلبي، فكثير من المنشورات ومقاطع الفيديو عن الانتحار قد تمجد المنتحرين أو حتى تسهل اتفاقيات الانتحار أو تعرض طرق فعالة للانتحار، كما أن نشر مقاطع الفيديو أو المنشورات الأخرى بهدف أخبار الناس عن حجم هذه المشكلة المتزايد سببا آخر لاغراء بعض المراهقين أو ضعاف الشخصية في الترويج لأنماط مختلفة للانتحار. وهنالك الكثير من الأبحاث والدراسات التي تشير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الناس بأشكال متعددة، وذلك وفقاً لظروفهم وسمات الشخصية لديهم وخاصة المراهقين الذين يكونون أكثر عرضة للتأثر والتقليد حيث بينت نتائج دراسة حديثة قمت بها إلى أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من خمس ساعات يومياً يؤدى إلى شعور الفرد المستخدم بالعزلة والانطوائية، وقد يكون دافعا له من دوافع الانتحار فيما بعد، لأن الفرد يشعر بالفشل في النجاح بالعالم الافتراضي الذي يعيشه بهذه الوسائل من جهة، ولم يجد التعويض الذي يرغب به في العالم الواقعي الذي يعشه بالحقيقة من جهة أخرى، إضافة إلى أن الإفراط باستخدام وسائل التواصل الإجتماعي يؤدي بالفرد المستخدم إلى اكتساب عادات سيئة ومنها: عدم النوم باكراً، عدم الالتزام بالوعود، المماطلة وتأجيل المهام، إضافة إلى آثارها النفسية والجسدية كالخمول بسبب قلة الحركة، والصداع، والهروب من المواجهة، والقلق، والتوتر، وضعف العلاقات الأسرية والاجتماعية، والانانية.. الخ، وبالتالي أصبحت هذه الوسائل مواقع تدمير وليست تواصل فهي السبب وراء تدمير كثير من العلاقات الأسرية والاجتماعية، كما أنها السبب وراء الكثير من حالات الانتحار. وهنا لابد من التركيز على دور الأسرة في الحماية من خطورة هذه الوسائل من خلال تأثيرها في تربية أبنائها وتوجيههم وتوعيتهم عن المخاطر السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، وطرق ضبط السلوك، وتبصيرهم بالخطوط الحمراء التي يجب عدم التعرض لها، وعدم الانصياع لوسائل الترويج لحالات الانتحار، كما أنه لابد من إنشاء مراكز اجتماعية ونوادي رياضية والتي تسهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في إعداد الشباب بطريقة سليمة وإيجابية.