من التصرفات الغريبة والتي لا تتلائم مع مجتمعنا العراقي الإنساني الإسلامي العربي القبلي وهي ممارسات دخيلة ومرفوضة مع التطور التقني وخاصة في مجال الاتصالات وامتلاك الغالبية العظمى من أفراد الشعب صفحة أو عنوانا في وسائل التواصل الإجتماعي في مجتمع السوشيل ميديا وخاصة في مجتمع الفيس بوك الأكثر انتشارا واستخداما في العراق نجد أن الكثير يصور شخصا ما في لحظاته الأخيرة وهو ينازع الموت أو بعد وفاته بلحظات فيامن تتصرف هكذا تصرف هل تعلم أن الذي ينازع يرى ما لانرى من الملائكة وربما يرى شريط حياته يمر سريعا أمامه ويرى من فارقهم من أموات ولكن عقد لسانه فلا يستطيع الإفصاح والبوح ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) وهو الأحوج أن نلقنه الشهادتين أو نساعده أو نهون عليه سكرات الموت بقراءة سور من القرآن الكريم أو أن ندعو له وهو يفارق الحياة إلى عالم آخر هل المتوفى منحك الإذن كي تصوره في لحظاته الأخيرة أو بعد موته ألا تعلم إن للميت حرمة كحرمة الحي؟!!!
للأسف البعض يعكس صورة سلبية عن مجتمع كامل فلا نجد مثل هذه الممارسات المغلوطة إلا لدى المجتمعات المتخلفة غير المثقفة التي تهدر من وقتها في التصفح والتعليق ونشر صور وأفلام تافهة أضعاف مايقدمه للمجتمع في عمل نافع ما الأحرى بنا أن نكون حذرين جدا كوننا مجتمعا نتباهى أننا مجتمع ضارب في القدم وصاحب أول حضارة في هذا الكوكب.
هل علمت وأنت تصور هذا الكائن الضعيف الذي أنهكه المرض وأخذ منه كل مأخذ وخارت قواه وبهت لونه وغارت عيناه وشحب لونه وتغيرت حالته من حال إلى حال وهو على سرير الموت إنك تهينه من حيث لا تعلم فقد محوت كل صوره المرسومة في أذهان من يعرفونه وحطمتها وقدمت لهم صورة لشخص ضعيف مجرد من ثيابه الأنيقةوربما يكون رث اللحية لم يحلق ذقنه أو أصبح ضعيف البنية وقارب أن يكون هيكلا عظميا وربما يكون هذا الإنسان رمزا من رموز البلد في مجالات الأدب والشعر أو الثقافة أو الفن او بطلا رياضيا او شخصا له مكانة اجتماعية مرموقة معروف بشجاعته وبسالته وربما يكون فنانا لا يطل علينا من على الشاشة إلا بكامل أناقته بوجهه المشرق الجميل وملابسه الجميلة.
الأدهى من ذلك أن البعض يتجمهر على أحدهم قد وقع في مأزق أو ارتكب حادثا وبدل من أن يبادر إلى مساعدته يتحسر ويبدي ألمه وهو يصورالذي وقع في ذلك المازق دون أن يتحرك ضميره أو تهتز جوارحه كي يبدي أي رد فعل يتناسب مع الحدث أو تقديم يد العون وربما مات الكثير أمام عدسات الهاتف النقال وكان من الممكن أن ينقذه من اكتفى بتصويره ولم يبادر إلى مساعدته وتقديم الاسعافات له.
هذه الصور السلبية أساءت كثيرا لصورة المجتمع العراقي حتى صار مجتمعا غريبا لايفرق كيف يتعامل مع تقنية وجدت لمواكبة العالم وتطوير المهارات وتبادل الخبرات والوصول للمعلومة بأقصر وقت.
ولكن على ما يبدو أن الظواهر السلبية صارت مرضا يجب الإنتباه والتنويه له وايجاد الحلول الناجع له.
ولله في خلقه شؤون.