يعد تربية الأبناء أمر صعب للغاية، وأكثر العوامل صعوبة في ذلك هو اختلاف الوالدين حول أسلوب التربية الصحيح لأبنائهم كأن تستخدم الأم أسلوب الرفق واللين بينما يستخدم الأب أسلوب الشدة والقسوة.
وازدواجية التربية أو الفصام التربوي هي حالة تخبط وتشتت في التربية تواجهها غالبا كل أسرة حيث يكون هنالك تضارب وتناقض بقرارات الوالدين فكل من الأم والأب يتخذ قرارا ويقف الابن حائرا أي قرار يتخذ، مما يجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول ومرفوض، وما هو صحيح وخطأ، وأحيانا حتى لا يميز بين الحلال والحرام.
وهنالك أسباب عديدة وراء اختلاف التربية بين الوالدين منها: العادات والتقاليد، الأنظمة والقوانين، ثقافة الوالدين والمستوى الدراسي، بيئة الوالدين، ومستوى تدين الوالدين، كل ذلك يؤدى إلى اختلاف الأفكار والرؤى في تربية الأبناء، ليبقى أثاره لسنوات طويلة في أذهان الأبناء، ويخلق جو أسرى مشحون بالتوتر والنزاع والعدوانية، كما أن شخصية الأبناء تنشأ ضعيفة وهروبية أو استسلامية ومضطربة الفكر غير قادرة على اتخاذ القرار.
ومواجهة هذه المشكلة يتطلب مناقشة مستمرة وتفاهما مشتركاً بين الأبوين بعيدا عن أبنائهم لتحقيق تقارب أو تجانس بينهما بغية تجنب الارتباك ومنع التناقض لأن حل هذه المشكلة تقع مسؤوليته على الأبوين فقط.