منذ بدايتها الفنية عام 1996، سارت ابتسام في هذا الطريق لإيمانها بأن التراث يعتبر أحد مكونات الهوية الوطنية للشعوب، وجزءًا مهمًّا من تاريخ الأمم
الكويت- تعمل الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور على استكمال مشروعها الفني الخاص بتوثيق التراث والفلكلور والعادات والتقاليد والمعالم التاريخية في الكويت. ومنذ بدايتها الفنية عام 1996، سارت ابتسام في هذا الطريق لإيمانها بأن التراث يعتبر أحد مكونات الهوية الوطنية، وجزءًا مهمًّا من تاريخ الأمم.
في معرضها الشخصي “هنا الكويت” المقام تزامنًا مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية، تقدم ابتسام، بانوراما وطنية تاريخية تراثية لدولة الكويت. المعرض هو الثالث للفنانة ابتسام العصفور، إذ سبق لها أن أقامت أول معارضها الشخصية عام 2018 بعنوان “أيام كويتية” في مكتبة الكويت الوطنية، أما المعرض الثاني فهو “ذاكرة الأصوات” عام 2019 في مسرح عبدالحسين عبدالرضا وكان مصاحبًا لمهرجان الموسيقى الدولي، ووثقت فيه المطربين الكويتيين القدامى والموسيقيين وشعراء الأغاني.
تطلعنا الفنانة ابتسام العصفور في اللقاء التالي على أبرز ملامح “هنا الكويت” ورحلتها مع الفن.
-
من ابتسام العصفور، وما المدرسة الفنية التي تنتمي إليها؟
أنا فنانة وعضوة في المرسم الحر وفي الجمعية الكويتية للتراث، أنتمي إلى المدرسة الواقعية الانطباعية. بدأت الرسم كهواية منذ الصغر ثم صقلتها بالدورات المتخصصة لسنوات بما يعادل مراحل طويلة من الدراسة.
الفن كان لدي كموهبة ثم صقلتها بالتعلم في دورات على يد كبار الفنانين الكويتيين في معهد الفنون التشكيلية، مثل الفنانين عبدالرضا باقر وعلي النعمان وعبد العزيز آرتي وسعود الفرج، وعلى مدى سنوات درست الاتجاهات الفنية كالتجريد والسريالية والواقعية، لكني وجدت نفسي في المدرسة الواقعية الانطباعية.
-
متى كانت الانطلاقة الحقيقية لكِ؟
بدايتي الحقيقة كانت عام 1996 عندما اتخذت قراري بالسير في هذا الطريق، وشاركت في عدد من المعارض داخل الكويت، وقد خصصت اهتمامي لقضايا البيئة والتراث باستخدام أسلوبين، الأسلوب الواقعي باستخدام الفرشاة، والثاني أسلوب التأثير باستخدام السكين، لكن في السنوات الأخيرة اتجهت نحو التوثيق ولذلك أغلب أعمالي كانت بالفرشاة.
-
تقدمين في معرض “هنا الكويت” صورة مختلفة عن احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية.. كيف ذلك؟
أحب الأشياء التي يكون بيني وبينها ترابط وذكريات، بدأت بتوثيق الأشياء التي مرت عليّ في السابق والخبرات السابقة، وكان أول معرض شخصي لي في مكتبة الكويت الوطنية وهو خاص بالكويت وبيئتها البحرية والحرف القديمة، والشخصيات القديمة المهمة في السياسة والرياضة والفن والإعلام وغيرها.
-
يعد المعرض بانوراما وطنية تاريخية تراثية للكويت.. من أين جاءت هذه الفكرة؟
طلب مني مدير مكتبة الكويت الوطنية، كامل العبدالجليل، إقامة معرض فني تاريخي منذ بداية فترة حكم مؤسس دولة الكويت الشيخ مبارك الصباح وحتى الفترة الحالية بما في ذلك من أحداث مهمة مثل بدء تصدير أول شحنة للنفط من الكويت، إضافة للبيئة الكويتية وفترتي الاستقلال والتحرير، ليتزامن مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية في شهر فبراير/شباط. وأطلقنا عليه اسم “هنا الكويت” تيمنًا بأول بداية لانطلاق عمل إذاعة الكويت عام 1951.
-
ما أبرز اللوحات في هذا المعرض؟
عرضت في هذا المعرض 33 لوحة، أبرزها لوحات لحكام الكويت منذ البداية وحتى الآن، والبيئة الكويتية بما فيها لوحة الغوص بحثًا عن اللؤلؤ التي لفتت انتباه جميع الزائرين، لأنها بحجم كبير وتوثق لمرحلة مهمة في حياة الكويتيين. وتوجد أيضًا لوحات لشخصيات مهمة مثل أول طيار كويتي وأول إعلامية كويتية أمينة الشراح والشاعر زيد الحرب أحد أبرز شعراء العامية في الكويت.
وهناك مجموعة للوحات تعبر عن فترة تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991، وعودة الأسرى الكويتيين من المعتقلات، ولوحة “وطن النهار” التي ترمز لفترة التحرير، ولوحات تعبر عن العادات والتقاليد القديمة في الكويت مثل العرس الكويتي القديم و”الجلوة” وهي من مراسم النساء في الأعراس القديمة.
-
بدأتِ بمشروع فني خاص لتوثيق التراث والفلكلور والعادات والتقاليد.. أين وصلتِ في هذا المشروع؟
وصلتُ إلى التوثيق التاريخي حاليا. وفي السابق قمت بتوثيق العادات والتقاليد القديمة مثل العرس الكويتي، وعادت أهل الكويت في رمضان مثل بوطبيلة (المسحراتي)، واحتفالات القرقيعان في منتصف الشهر الفضيل، والغبقات الرمضانية ودق الهريس وغيرها. الآن وصلت إلى مرحلة توثيق الأحداث التاريخية مثل مشروع قادم في دار الأوبرا عن حياة أحد الشعراء لاستخدامها في إحدى المسرحيات.
وهناك أيضًا أحداث محورية في تاريخ الكويت ذكرت في الكتب وأريد أن أقدمها للجماهير عبر أعمال فنية.
-
لماذا توجهتِ إلى مثل هذا المشروع؟
توجهي إلى هذا النوع كان تلقائيًّا ولم أخطط له. وقد انسقت له بشكل طبيعي، لأني أحب الماضي وأحداثه والمرحلة التي أبصرت فيها الحياة لأني أحس أن الناس كانوا حقيقيين ويتصرفون على طبيعتهم وكانت الحياة بسيطة بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي، فكان الأطفال مثلا يعيشون طفولتهم بشكل طبيعي، وفي معرضي “أيام كويتية” قمت بعرض لوحات توثق حياتنا في بيتنا.
-
ما أبرز المشاريع التي تعمل عليها الفنانة ابتسام العصفور؟
أجهز لمعرض أعرض فيه جميع أعمالي السابقة، لأني خلال مشاركاتي في جميع المعارض السابقة أشارك بتقديم مجموعة من أعمالي الفنية وليس جميعها. ويترافق المعرض مع كتاب أعمل عليه في مراحله النهائية، ويقدم شرحًا لأعمالي بجميع أقسامها باللغتين العربية والإنجليزية.
-
ماذا تضيف المعارض لكِ كفنانة تشكيلية؟
المعارض المشتركة تتيح للفنان إمكانية تقييم مستواه الحقيقي بين الفنانين والاستفادة من الخبرات الموجودة وتبادل الأفكار مع بقية الفنانين، أما المعرض الشخصي فأعتبره كرسالة الماجستير أو الدكتوراه، إذ يحدد مستوى الفنان الذي يعمل لتقديم عصارة جهده في مثل هذه المعارض.