بقلم/د. فاضل الشويلي
قيل في المأثور الشعبي إن في الليلة الظلماء يفقد البدرُ ، ولأن العراقيون بعد صولات من محاربة الارهاب ومنع تمزيق الدولة صارت ليالهم نِيرة زاهية بالأمن بسواعد الابطال من القوات الامنية والحشد الشعبي وباتت حاجتهم لصوت العقل والوطنية اكثر من البدر حتى ينقذ ظلمة السياسة الموحشة ، تحاورت مع اصدقاء لي عن دور الصوت الوطني والعقل الفذ في انعاش العملية السياسية وضخ دماء التطور العلمي لدولة مثل العراق وكان الرأي المتفق عليه، أن الساحة السياسية فيها من الشخصيات الفريدة بعقلها وحكمتها السديدة وذكرنا العديد من الأمثلة الا ان مثالاً مثل شخصية الشيخ همام حمودي تستحق الوقوف عندها طويلاً وسير أغوارها ، سماحة الشيخ عاصر فترات مهمة في تاريخ العراق الحديث وكان له ما له وعليه ما عليه ، ومن جُملة ما عليه هو أن الشيخ كان الصوت الوطني الابرز لسنوات عديدة من التحديات المصيرية التي واجهت العراق وأنقذ بحكمته مخاطر عدة وفِتن كادت ان تهلك العراقيين ، منذ ان برز دوره الرئيسي في المجلس الاعلى مروراً بحنكته السياسية ومشاركاته في الحقبتين الاخيرتين في العملية السياسية ، يعمل الشيخ حمودي بصمت مطبق في ساحة منفردة تؤطرها الوطنية ويسودها مفهوم الإنسان والانسانية و هذه من الجواهر المهمة لشخصية السياسي الحقيقي القادر على تحمل المشاكل وسرعة طرح الحلول بواقعية دون ان تتسبب بأية أذى للاخرين وللعراقيين عموماً ، في الاثناء ذكرت بحديثي للاصدقاء قول توماس هوبز وهو يتكلم عن طرق الوصول للسلام يقول هوبز إن “بغية الوصول للسلام لابد من صناعة دستور قوي إسمه “الدولة” روحه السيادة، وظيفته السيطرة على الوحوش ونوازع الشر الغريزية الكامنة في داخل كل فرد ويكمل هوبز قوله ان صناعة الدولة هذه تتطلب اشخاص ذي مستوٍ عالٍ من الكفاءة والنزاهة والعقلانية”، أن الاقرار بالفضل والاعتراف بالنجاح وشكر المخلوق جزء من شكر الخالق ولذلك لابد القول اليوم ان الدولة والوصول اليها وما تحقق من نجاحات كان بفضل شخصيات حكيمة كان من ابرزها الشيخ همام حمودي ، عمل الرجل بحقل إلغام أبان عضويته في لجنة كتابة الدستور العراقي وتصد للكثير من الأزمات وعمل على تفكيكها باسلوب براغماتي عال الدقة والمسؤولية والامانة التاريخية وهو رجلاً تمتع بمواصفات عديدة كانت من جملتها النزاهة والوطنية اللتان تلازم الشيخ حمودي اضافة الى التواضع الكبير وبهذا يمكن الجزم ان للرجل فضلا على العملية السياسية برمتها رغم صمته المميز حتى إعلامياً هو قليل الظهور ويفضل تطبيق معادلة العمل والصمت: أعمل بصمت ودع عملك يتحدث عنكِ ويدخل التأريخ ، وكانت لي لقاءات مستمرة مع الشيخ همام من خلال مجالس الحوار والدعوات الرمضانية خصوصا حينما كان يشغل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب قال لي انا عندي بك ثقة كبيرة لك الصلاحيات ان تتكلم باسمي وبقوة في حالة وجود مظلومية على اي موظف وكنت اهلا للامانة وذات يوم سالت سماحة الشيخ ماهذه القوة والثقة التي منحتها لي رغم اني اعرفه صاحب فراسه في قراءة النفوس قال انك من العقلاء وتتصرف بحكمة سديدة ولذالك اعطيتك الضوء في مساعدة الاخرين في حالة وجود مظلومية لديهم اتفق معي الاصدقاء وكانت ساعات جميلة تبادلنا اطراف الحديث في السياسة وهموم هذا الوطن الكبير بتاريخه وختامها شكرنا الشيخ همام حمودي لدوره البارز في تثبيت ركائز العملية السياسية ومن هنا ينبغي على الجميع ذكر دور الشيخ همام واهميته والدعاء له بالعافية والتوفيق والسداد والله ولي التوفيق.