أن واقع التعليم حتى قبل جانحة كورونا كان يعاني من أزمات مختلفة كالتسرب المدرسي وتدني جودة التعليم وصعوبة المناهج والوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي.. الخ، وهذا الواقع العام للتعليم كان بحاجة إلى إصلاحات كثيرة، ثم جاءت جانحة كورونا لتزيد أزمات التعليم أزمة جديدة بسبب تعطل المدارس والجامعات مما زاد في تفاقم مشكلة التعليم، هذه المشكلة ستسبب عواقب وخيمة واثار طويلة الأمد إذا لم يكن من تحرك لدعم عملية التعليم، ولهذا ولمواجهة الظروف الحالية في ظل هذه الجانحة التي يمر بها العالم أجمع والتي سببت معوقات إتمام العملية التعليمية، ولأنه لا بد من استمرار تقديم المعرفة والعلوم للطلبة كان لابد من حل طارئ لتجاوز هذه الأزمة لهذا تم استخدام التعليم عن بعد كأفضل حل لجأت إليه أغلب دول العالم لمواجهة هذه الجانحة، وبالرغم من المزايا الكثيرة التي يقدمها هذا النوع من التعليم من مثل الوقت والجهد وتجاوز عقبة عدم توفر المدارس والجامعات لكنه بحاجة إلى أهم عامل وهو وجود الكمبيوتر والإنترنت، وهو لا يلغي أهمية التواصل المباشر بين المعلم والمتعلم التي تحدث في التعليم التقليدي، فهذا النوع من التعليم قد لا يعطي الفائدة الكبيرة في التعليم وخاصة مع التلاميذ الصغار أو من لديهم صعوبات في التعلم أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو الكليات التي تحتاج إلى الممارسة والتدريب من قبل الطالب. لهذا يعد التعليم عن بعد عملية تحدي ولكلا الجانبين المعلمين والمتعلمين، فعلى المعلم أن يبذل جهداً أكبر في التعليم، وابتكار طرق فعالة ومناسبة لتحقيق ما يصبو إليه إلا وهو إيصال المعلومات التي يريد إيصالها بفعالية ونجاح إلى طلبته الموجودين بمختلف مستوياتهم الفكرية والعقلية ومراحل نموهم، مع ضرورة ابقاء الانتباه متواصل لديهم طوال فترة تقديم المحاضرة وان كان عن بعد وهذا بالتأكيد أمر صعب جداً لكنه ليس بالمستحيل، هذا مع صعوبة تجاوز أهم عقبة تواجه المعلم في هذا النوع من التدريس الا وهي منع الغش أثناء تأدية الامتحانات إضافة إلى أن الكثير من المعلمين ليس لديهم الخبرة الكافية بالجانب التقني لإدارة عملية التعليم عن بعد وتنفيذها بطريقة صحيحة ومفيدة للطالب، كما أنه تحدي من جانب الطالب وعائلته لأنه بحاجة إلى توفير الوقت والمكان المناسبين والإنترنت والكمبيوتر وهذا ما قد يصعب توفيره ولأسباب مادية أو اجتماعية أو غيرها، وكذلك قد يرفض بعض الطلبة وأولياء أمورهم لهذا المبدأ في التعليم وعدم تقبله.
والخلاصة يمكن القول أننا لا نستطيع التخلي عن التعليم التقليدي حيث يتلقى المتعلم المعرفة من خلال التواصل المباشر بينه وبين معلمه، كما أنه لا غنى عن التعليم عن بعد حيث يمزج بين مختلف الأشكال المباشرة والإلكترونية ويضمن وصول المعرفة لجميع الطلبة في أي وقت وبأي مكان..ومهما كانت طريقة التعليم تقليدية أو إلكترونية لابد من ابقائها مستمرة لكسب الطلبة المعرفة والعلم وتجاوز تخلف المجتمع .