أن المسؤولية والالتزامات الأسرية مهمة مشتركة بين الرجل والمرأة، إضافة إلى أن الظروف الفسيولوجية الطبيعية والاجتماعية والبيئية والثقافية جعلت دور المرأة في أدارة البيت ودور الرجل خارجه.. لكن التغيرات التي حدثت في المجتمع نتيجة العولمة وغيرها من الظروف أدت إلى تغير الأدوار في الأسرة حيث أصبحت المرأة تتحمل مسؤوليات كثيرة لدرجة أن بعض النساء أصبحت مسؤولة بالكامل عن الأسرة وتقوم بأعالتها بدل الرجل، وأصبح بعض الرجال يجلسون في البيت عاطلين عن العمل، معتمدين على زوجاتهم في توفير احتياجات الأسرة..وهذا الحال لا يقتصر على مجتمع أو دولة معينة بل أصبح ظاهرة متزايدة في الكثير من دول العالم وهذا يشير إلى أن تبادل الأدوار بين الرجل والمرأة وتغيير الشكل التقليدي أو النموذج التقليدي للأسرة.. وظهور هذه الظاهرة له أسباب كثيرة ومختلفة من مجتمع إلى آخر، ومن فرد إلى آخر، ومن أهم الأسباب لهذه الظاهرة هو التدهور الاقتصادي الذي أدى إلى نقص في الوظائف التي يقوم بها الرجال وزيادة البطالة في صفوفهم.. وكذلك التطور الاجتماعي الذي ساعد في تنوع نماذج الأسرة المعاصرة.. كما أن تطور المستوى العلمي للمرأة ساعد في تطور قدراتها في العمل بمختلف المجالات لتتحمل الكثير من المسؤولية ومنها اعالة الأسرة بدل الرجل.. ومن إيجابيات هذه الظاهرة تعزيز الوعي بضرورة المساواة بين الجنسين، كما أنه يساعد في إظهار قدرة الرجل في تربية الأبناء، والعمل في المنزل، لكن من الناحية السلبية فإن عمل الأم لفترات طويلة خارج المنزل يقلل من بقائها مع عائلتها.. ومن الآثار النفسية المهمة لهذه الظاهرة على الأسرة والمجتمع هو زيادة الضغط النفسي والقلق للزوج، وزيادة المشاكل العائلية، ليصبح من الضروري التوافق والتكيف النفسي مع الوضع الجديد للأسرة.. وتشير العديد من الدراسات النفسية التي أجريت حول تبادل الأدوار الأسرية لكل من الزوج والزوجة إلى أن الزوجة عندما تكون المعيلة لأسرتها تزداد احتمالية إصابتها بالكأبة، على العكس من ذلك فإن الزوج يشعر بالسعادة عندما يقوم بمهامه في أعالة أسرته.. كما تشير بعض الدراسات إلى أنه عندما تكون المسؤولية متساوية بين الزوجين من حيث توفير الدخل ورعاية الأطفال تتحسن صحتهما نفسيا وعقليا خاصة اذا ما كان راتب الزوجة أقرب إلى راتب الزوج، لكن الزوج يتضرر نفسيا على الدوام حينما يزيد راتب زوجته عن راتبه بغض النظر عن أفكار كل منهما.
وختاما يمكن القول أن اختلاف الرجل والمرأة في بعض الخصوصيات الجسدية والعاطفية حقيقة واضحة لا يمكن انكارها أو تجاهلها، واستغلال الرجل لهذه الاختلافات لا يبرر إنكاره أيضا.. بل أن معرفة هذه الفوارق والتعامل معها بحكمة هو الضامن الأهم لتنظيم العلاقة بين الزوجين على أسس واضحة محكومة بضوابط العدالة، كما أن هذه الفوارق لا علاقة لها بكون الرجل أو المرأة جنسا أفضل والثاني جنسا أدنى.