بين الوهم والحقيقة بحرا واسعا من الادلة والجزئيات الدقيقة التي لايمكن الوصول اليها الا بالبحث المنهجي والتفكر المجرد من العاطفة والتاثر بالماثور والمتراكم. بحث عقلي لايخشى ولايستحي من التدقيق في كل شاردة وواردة..بحث عقلي لايلجا الى الراحة عبر القبول والاقرار بالاوهام والاحكام الجاهزة. احد معرقلات التوصل لحقائق الاشخاص والاحداث والموجودات هو الوهم الذي يصطنعه المنتفعون او من يتعاملون مع الحقائق بعواطفهم. فهؤلاء يطلقون احكاما عليها بما يتلائم مع مصالحهم او عواطفهم وارضاءا لعقدهم النفسية المريضة. وللاسف يتلقى هذه الاحكام ويتقبلها الكسالى والغاوون. هؤلاء المزيفون لايكتفون بالتلاعب بالحقائق بل يحيطون احكامهم بهالة قدسية ليخوفوا الجماهير من البحث في تفاصيلها وجوهرها. التلاعب بالاحكام والمصطلحات من الممكن ان يجعل من الفقير ان اخطا مجرما ومن القاتل والسارق بطلا او زعيما. من الممكن ان يجعل ممن يرفض الظلم خائنا خارجيا. من الممكن ان يجعل من الجاهل والدنيء حكيما. ولربما باحكامي هذه وقعت بالمشكلة التي انتقدها لكن هذه الاحكام لايمكن اطلاقها الا بدلالاتها الواقعية. بالاحكام المسبقة والمسلفنة حكم على سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم بالشاعر مرة وبالجنون والسحر وغيرها مرات حتى نصره الله بالدليل قبل السيوف واثبت نبوته ورسالته. بالتلاعب بالمصطلحات قسم المواطنون فؤيا الى اعداء يقتل بعضهم بعضا ويكفر بعضهم البعض. بالتلاعب بالمصطلحات قسم الناس الى درجات طبقية يستنكف بعضهم من بعض ويمتهن الانسان اخيه الانسان. بالايهام عطلت العقول وامتهن الانسان وانتشر الجهل وسادت الخرافة وسلبت الحقوق. علينا الا نحكم على شيء حتى ندرك حقيقته بالدليل والاثبات العلمي والا الصمت اولى