أصبحت العلاقات الاجتماعية بين الأهل والأقارب والأصدقاء أو حتى بين أفراد الأسرة الواحدة في وقتنا الحالي علاقات سطحية قائمة على المصالح المتبادلة أو المصالح الشخصية،كما أصبحت العلاقات بين الأباء والأبناء تعاني من الصراع بين الهدوء والسرعة، بين التشبث بالأصالة والمواكبة المجنونة للتطور، فنلاحظ أن الأبناء أصبحوا دائمي التمرد والرغبة المستمرة لرسم طريقهم وفق منظور العصرنة والتحديث الذي يعيشون رافضين حتى المرافقة أو المساعدة بحجة تفوقهم الذهني وقدرتهم وتطور عصرهم.
أن التغير الاجتماعي وفق علم الاجتماع يحدث بسبب تأثير مجموعة من العوامل الاجتماعية، أو هو ظاهرة من الظواهر الاجتماعية ذات التأثير المستمر والتي تعتمد على الأفكار البشرية والآراء والنظريات التي يتميز بها كل عصر من العصور البشرية. وهناك من يرى أن التكنولوجيا هي السبب في كل هذه التغيرات بالمجتمع الحالي وحتى سلوك الناس وتصرفاتهم، بينما يذهب آخرون إلى عوامل اقتصادية أو سياسية أو دينية ادت الى تعديلات في اساس المجتمع نتجة عنها تغييرات في العادات والتقاليد والسلوك، لدرجة أصبح فيها تربية الأبناء في عصرنا الحالي أشبه بإدارة المعركة التى تحتاج إلى قائد مثابر وصبور، فلكل عصر طريقة تفكير وقناعات وأسلوب تربية التي تميزه عن غيره من العصور وهذا ما خلق حالة الفجوة المجتمعية بين الأباء والأبناء، فكثير من الدراسات التربوية تؤكد أن اتساع الفجوة بين الأجيال تؤدي إلى جمود العواطف وعدم المبالاة وانعدام الثقة بينهما، لهذا فإن العلاقة السليمة بين الأباء والأبناء في عصرنا الحالي يجب أن تقوم على الحوار الفعال لحماية الأبناء والتعرف على أفكارهم ومحاولة استيعابهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم وتفهمهم وتشجيعهم والتقرب والتودد إليهم، بدون فرض الرأي عليهم، مع ضرورة تعميم ثقافة الصداقة في الأسرة. وعلى الأباء التواصل مع أبنائهم بغض النظر عن ضغوطات الحياة التي تواجههم، وإيجاد مساحة ووقت للتفاعل والتواصل مع أبنائهم بشكل جيد، وهذا ما يساعد في توجيههم بشكل أفضل وبالتالي هذا ما يقلل كثيراً من الفجوة بينهم وبين أبنائهم