مقدمة لا تتحمل المجاملة :-
بفضل الله لدي آلاف القراء والمتابعين ومن مختلف الشرائح العراقية كوني أنهج النهج المهني غير المنحاز. وغير منتمي لحزب أو سفارة أو دولة غير العراق. ناشدني الكثير من الأخوة عبر اتصالات ورسائل أن أكتب عن آخر المستجدات الشيعية في الساحة العراقية والتي باتت ملتبسه جدا على الجمهور. ( وهنا لستُ بصفتي رجل دين، ولا مجتهد، ولا طالب علوم دينية مع احترامي لجميع هؤلاء!) …ولكن بصفتي مراقب ومحلل للشأن العام وخصوصا السياسي والأمني والأجتماعي والاستراتيجي. وبمقدمة هذه العناوين كافة هو الشأن الوطني …..
وبما أن الاغلبية هي حجر الزاوية والأساس في أي بلد في العالم.لذا لا يجوز لها ان تجعل الشعب في حيرة، وتجعل ابناء الاغلبية في حالة قلق دائم واخيرا في حالة التباس الشعارات والدعوات. فهذا بحد ذاته يجر الوطن للفوضى.وفي نفس الوقت ان تلك الاغلبية لا يجوز لها أن تشيخ على المكونات الاخرى، وكذلكَ لا يجوز لها تعلم الآخرين فنون الانعزالية والحالة التقسيمية، وكذلك لا يجوز لها تبني الرؤى الملتبسة على ابناء الاكثرية وعلى ابناء المكونات الاخرى !.وبالتالي تزيد في ازمات ومشاكل الطائفة والوطن والجمهور. بل هي من واجبها ازالة الالتباسات والغموض لأنها الاكثرية والاغلبية، أي هي بمثابة الأخ الاكبر للجميع !.
#مناشدة مشروعة !
لذا نناشد مقام المرجعيّة والمتمثلة بمرجعها الأعلى سماحة السيد “علي السيستاني” حفظه الله، وبتاريخها الضارب في التاريخ والقدم في مختلف العلوم وبمقدمتها الحفاظ على بيضة الدين والمجتمع وعدم التدخل في السياسة خوفا من عدوى الكذب والتدليس والفساد والمحسوبية التي ترافق العمل السياسي . ونناشد علماء الدين في المرجعيَة الشيعية من مجتهدين واساتذة في الحوزات العلمية والدينية. وكذلك الباحثين والمختصين في شؤون المرجعيّة والتشيَع العلوي حصرا …أن تكون هناك أجابات سريعة لأسئلة وخوف وهلع وشكوك الجمهور الشيعي بشكلٍ خاص والجمهور العراقي بشكل عام .
فالعراقيين جميعا وخصوصا الشيعة منهم باتوا لا يتحملون مزيدا من الالتباسات غير الواضحة وغير المُفسرة. فهم يعانون التهميش والتجهيل والاهمال واخيرا باتوا يعانون الفرقة فظُلموا كثيرا وربما أكثر من ظلم النظام السابق أضعافا مضاعفة ” وهذا ليس مدحا للنظام الديكتاتوري القمعي السابق” بل هذه الحقيقة وعلى لسان ملايين العراقيين ومنهم الشيعة. لأن النظام السابق كان يمتلك قانون يسري على الجميع. وهذا القانون تم اغتياله خلال السنوات الاخيرة . وكان يمتلك رجالات دولة تدير مفاصل الدولة والمجتمع وهذا لم يتوفر مابعد عام ٢٠٠٣ بل أبتلى العراق بعصابات وشقاوات ومافيات الدولة التي اعطت لها تسميات وردية ورنانة وديموقراطية واصلاحية . فرجال الدولة لن ولم يسمحوا بالفوضى ولا بأنتهاك حقوق الناس وترهيب المجتمع ونشر الجهل والفقر والعوز والمخدرات والخرافة والالحاد والشذوذ .فلم يكن هذا موجودا قبل عام ٢٠٠٣ باستثناء القمع والخوف وانتهاك حقوق من يعمل بالسياسة المعارضة ،والحروب العبثية .فكانت الدولة العراقية مهابة ومهيبة وحتى في زمن الحصار ولم تجرأ دولة مجاورة او غيرها من اختراق العراق أو التدخل بشؤون العراق أو اذلال العراقيين . ولكن مابعد عام ٢٠٠٣ بات العالم من أقصاه الى أقصاه يردد عبارة مؤلمة وهي ” الشيعة مو مال حُكم “!!
*فلماذا لم تُدرس هذه الحالة وتُحلَلْ ؟!.
*لماذا بات العراق مرتعا لاستخبارات العالم ؟
*لماذا اصبح العراق ممرا وسوقا للمخدرات والجريمة المنظمة ؟
*لماذا اصبحت حكومات العراق تشكلها الدول وحسب مزاجها وحصصها. بحيث صار الذي يريد منصبا في الدولة العراقية يذهب للدولة سين والدولة صاد والى الاستخبارات الفلانية والمنظمات العلانية لكي يأتي بتوصية ليكون بالمنصب الفلاني والوزارة الفلانية ؟ .
ومن يرفض ذلك ويتشبث بالوطن والوطنية يعيش القحط والعوز والاهمال ، وتشن ضده حروب التسقيط والتقزيم والحصار والاجتثاث!!!!
**والسؤال :-
١-هل هذه الدول والاستخبارات الخليجية والعربية والاقليمية والدولية وحتى المعادية تاريخيا التي تتدخل في شؤون العراق وتشكيل الحكومات وتوزيع المناصب جمعيات خيرية؟
٢-وهل ان توزيعها المناصب والتمويل للأحزاب والجماعات والاشخاص لوجه الله؟ ، أم هي تجند هؤلاء لكي يعملوا لصالحها بشكل واضح ومكشوف ؟
**وهنا نسأل السؤال الأهم ؟
١- لماذا الشيعة ” مو مال حكم” ؟
اليس التصنيع العسكري العملاق ٨٠٪ من كوادره الهندسية والتقنية من “الشيعة” ؟
ألم يكن وزراء البكر و صدام “الشيعة” من أنجح الوزراء ؟
٢-لماذا اغلقت اغلب الابواب والمنافذ بوجوه الكفاءات والاختصاصات العراقية وخصوصا ضد الوطنيين والنزهاء فسارعوا للهجرة او المكوث في البيوت …وفتحت الابواب على مصراعيها للفاشلين والمزورين والفاسدين، وفتحت جميع المجالات لترييف الدولة، ونشر الأميّة الادارية والفنية فيها. فتربعت الدولة العراقية ولسنوات متتالية على رأس قائمة الدول الفاشلة والفاسدة ولأول مرة بتاريخ الدولة العراقية ؟
•ألم يستحق هذا الوضع البائس وقفة واضحة لانتشال الدولة من الضياع والمجتمع من التفتيت !؟
•لماذا لم نسمع فتوى ضد الفساد والفاسدين والذين حولوا الشعب العراقي الى جيوش من العاطلين والمحرومين والمظلومين والجهلة ؟
•لماذا لم نسمع حملات ” كفائية” وايضا تحت عنوان الجهاد الكفائي الذي صدر ضد أرهاب داعش،أوَ لم يكن الفساد إرهاب والفاسدين دواعش ؟
•لماذا لم تصدر فتوى تنقذ الشعب والدولة من التخريب الناعم والخطير ؟ أي لماذا لا تصدر فتوى ضد الجريمة المنظمة، وضد المخدرات ومروجيها ،وضد الالحاد ، وضد الشذوذ ، وضد الخرافة ، وضد التجهيل ، وضد استعباد العراقيين المسلمين من قبل الاحزاب والتيارات والسفارات والمحتل الاميركي ؟
•لماذا لم نسمع صوتاً زاجرا مزلزلا من المرجع والمرجعية ضد رجال الدين الذين أمتهنوا السياسة وصاروا شركاء للسياسيين في الحكومات كافة التي غرقت في الفساد ونهب قوت الشعب ونهب بيت المال وتهديد وحدة الوطن والذين والطوائف والتفرج على مآسي المسلمين العراقيين ؟
———-
#فمن يحل ويوضح الألتباسات التي اتعبت مسلمي العراق بشكل عام والشيعة بشكل خاص ؟
•الرجاء الرجاء حل الالتباس الحاصل بين عنوان المرجعية الشيعية والعتبات المقدسة ” العلوية ، الحسينية ، العباسية ، ومسجد الكوفة …الخ ” ؟
•فهل العتبات باتت مشاريع اقتصادية وادارية خاصة غير مرتبطة بالمرجعية بل تابعة لعائلات واشخاص وجهات خاصة ؟
* اذا كان الجواب نعم ان العتبات غير مرتبطة بالمرجعية .اذن لماذا لا توضحها المرجعية للشعب طيلة ال ١٧ عاما المنصرمة ؟
* هنا أذن نسأل والملايين الشيعية تسأل :- أذن لمن تابعة العتبات المقدسة وامبراطورياتها المالية؟ ومن يديرها ؟ ومن هو المالك الشرعي لتلك الاموال والاطيان والاراضي والمقاطعات والاستثمارات ومليارات الدنانير ؟ واين تذهب أرباحها ولمن ؟
* ••••اما اذا كان الأرتباط موجود ومثبت فالقضية باتت اكثر التباساً وأضطراباً ويفترض توضيحها للناس ….وحسب ما نعرفه هناك قانون مبني على نص دستوري يقول ( يعين رئيس ديوان الوقف الشيعي سبعة أشخاص من ذوي الكفاية والنزاهة والسمعة الحسنة ممن يوافق عليهم المرجع الديني الأعلى – وهو الفقيه الذي يرجع إليه في التقليد أكثر الشيعة في العراق من فقهاء النجف الأشرف)….والنص لا يحتاج تفسير بل هو واضح تماما ويضع الكرة في ملعب المرجعيّة لحل الألتباس على الجمهور الشيعي :-
* أ:- من خول العتبات المقدسة بالأستثمارات الضخمة للغاية وفي جميع المجالات ؟ ومن أين أصل المال ؟ وأين تذهب ارباحه ؟وما هي الآلية القانونية لضمان حقوق الشيعة في هذا المال ؟
* ب:- أين حقوق الشيعة ” السواد الاعظم” من تلك المليارات والاطيان والاستثمارات الضخمة والمصانع والشركات والعقارات …الخ ؟
#والاسئلة المهمة جدا هي :-
١-هل هناك مخطط يعمل عليه البعض لإنهاء تاريخ المرجعيَة الشيعية، وأنهاء دورها الديني والتوجيهي والعقائدية والأبوي، وتحويلها الى مرجعية سياسية وادارية واقتصادية خاصة لصالح جماعات وعائلات وفئات محددة ؟
اذا كانت كذلك ..
أين موقف المرجع والمرجعية من هذا الانحراف ؟
لأن تاريخ المرجعية الشيعية واموالها وتراثها هي ملكا لجميع الشيعة العراقيين. ولا يجوز ان تُحتكر من قبل اشخاص او عائلات أو شركات خاصة !!!!
٢- هل هناك مخطط يعمل عليه البعض من وراء ظهر المرجعية والمرجع الأعلى واستعدادا لتقسيم العراق لولادة ( دويلة شيعية مقدسة مغلقة) وما (حشد العتبات) الذي اعلن عنه اخيرا الا جيشها الخاص بها ؟ هنا نطرح اسئلة الناس وليست اسئلتنا فنحن نفر من هذه الناس ، ويفترض ان يكون هناك جوابًا وتفسيرا من قبل المرجع والمرجعية لأزلة الخوف والهلع بين الشيعة !!
٣- ما سر الدعوات التي خرجت من البعض والمحسوبة على تضاريس المرجعية لتوحيد “الشيعة”؟
لماذا جاءت تلك الدعوة بعد خراب البصرة ؟
ألم يبدأ الخراب منذ سنين وبمشاركة من رجال دين وجهات دينية وتيارات دينية تحالفت وتشاركت مع الاحزاب السياسية التي ثبت فشلها وفسادها وبعدها عن الوطن والمواطن ؟
ثم .. من هم الذين يتوحدون ؟
هل هم الذين يشتغلون بالسياسة من رجال دين واحزاب وتيارات، أم المقصود السواد الأعظم الشيعي ؟
فأذا كان المقصود السواد الاعظم الشيعي فهو غير مقسم وغير متخاصم. وان كانت هناك تقسيمات وخصومات فسببها الاحزاب والتيارات ؟
أما وحدة الأحزاب والتيارات التي تعمل بالسياسة وبين قادتها زواجا نفعيا ،فهذه لا تعني السواد الأعظم الشيعي ولن تفيده بشيء. لانها سبب معاناة وضيم وقهر السواد الأعظم الشيعي !!.
٤- جميع الملامح تؤشر أن هناك صراعات “شيعية – شيعية” ستبدأ وباتت الأرضية جاهزة لهذا الصراع .وليس صراع ” شيعي -شيعي” واحد بل صراعات . وسوف تُسحن عظام الشيعة في هذه الصراعات وبأدوات شيعية ؟
فلماذا الصمت من قبل المرجعية والمرجع ؟
لماذا لايتم أخراس الجميع وتحريم العبث في النسيج الوطني بشكل عام والنسيج الشيعي بشكل خاص!؟
٥- هناك معلومات ان هناك خطط اميركية ( لحظر فصائل وقيادات شيعية ) وجعلها على قوائم الأرهاب . فما هو رأي المرجعية والمرجع، وماهي خططهما ؟ …
وهناك خطط اميركية ( لاغتيالات شخصيات شيعية وقصف عنيف لمقرات شيعية سياسية وعقائدية وثورية ) بحجة انها على علاقة مع ايران وعلى علاقة بالارهاب …الخ …ماهي خطط المرجع والمرجعية حول هذا الموضوع ؟
#تلك الاسئلة
وغيرها باتت ترهق الناس، وسببت لها هلع وخوف.فالناس فقدت الثقة بالساسة والمسؤولين وبرجال الدين الذين يعملون في السياسة … وللاسف فأن الناس فقدت الثقة بالدولة ومؤسساتها واجهزتها ” وهذا الشعور كارثي بجميع المقاييس ”
ولم يبق لديها ثقة الا بالمرجعية والمرجع الاعلى حفظه الله أن يكسرا حالة الجمود والصمت ويخرج منهما تطمينات للناس وحل للالتباسات الحاصلة في الحيز الشيعي بشكل خاص، والحيز الوطني بشكل عام !.
#حمى الله العراق وأهله من الفتنة، ومن الذين يؤججون فيها لإحراق العراق وتدمير اللحمة الوطنية والجغرافية !.
سمير عبيد
٦ ديسمبر ٢٠٢٠