بقلم/د فاضل الشويلي
لعل جميع العقلاء يتفقون على فكرة أن من سمات الأنسان العاقل هو التدبر والتفكير قبل أي خطوة أو تصرف وعدم نسيان انعكاسات الاشياء على نفسها ولكن أيها السادة الأعزاء ثبت لي يقين أن السياسيين والمسؤولين هنا في بلاد النهرين قليل منهم يتدبر فعله ويفكر فيه قبل ان يفعله بل بات من الندرة أن تجد مسؤولاً يوازن تصرفاته قبل انطلاقها، الغريب من كل هذا أن هؤلاء المسؤولين والسياسيين مستمرين ببطشهم تجاه عقولنا نحن الشعب وظناً منهم أننا نتناسى وننسى والبلاد باقية لا تتبدل وهم باقون بالسلطة، حقيقة هذه الفكرة من الأفكار التي تقودني لإطلاق قهقهة عالية بصالة داري رفقة اولادي ، كونها فكرة ساذجة قادت كل من أومن بها الى التهلكة، يقول الروائي الاسباني ماريو بارغاس في روايته قصة ماريتا :”إنك تفكر أو تتصرف كما لو أنك تفكر بأن هذه البلاد لن تتبدل مطلقاً نحو الأفضل، وإنما نحو الأسوء فقط . مزيد من الحقد، مزيد من القمع، مزيد من الجهل، مزيد من الوحشية، مزيد من البربرية وأنت أيضا مثل كثيرين غيرك لم تعد تفكر الآن إلا بالهرب قبل أن نغرق نهائيا”،
لهذا أود أن اقدم طبق من ذهب “النصائح ” لكل مسؤول حتى لايتحول لمسؤول مطارد بالمطارات وبالألسن عند الشعب وهن بالحقيقة ثلاثة نصائح : المسؤولية وجدان وضمير حي وعفة المسؤولية قدراً عالياً يحمله لك الزمان وعليك أن تصون القدر وان تضع نصب عينيك القيمة العليا للأنسان وهي احترام الانسان وتقبل النصائح المهمة حتى تكون بها انساناً واعباً مُدركاً لحيثيات الأمور ومبتغاها وعلى قدر المسؤولية واتبع تلك النصائح هي ستجنبك المأساة وعدم ملاحقة ألسن الشعب لك قبل ان تلاحقك لعنة الشعب المسكين وتصبح مطاراً عقب انتهاء مسؤوليتك،
١- ان لاتقع في مغريات السلطة وتتأثر بها وكُن متواضعاً حميماً مع البشر ومُحسناً في تعاملك مع الاخرين ولاتقطع علاقتك مع اصدقاءك مُتذرعاً بارهاصات العمل وضغوطه وحاول ان ترد على الاتصالات وتحرص للاجابة على الرسائل الالكترونية فهي لو دامت لغيرك لما وصلت أليك وتذكر ان الوقوع في فخ السلطة حتماً يأتي وتكون وقتها مطارداً ولن ينفعك حينها سوى اصدُقائك وتصبح في ملامة الجميع ، وقتها لم تعد ترى وجوه اصدقائك ذاتها التي كانت وانت في السلطة وقبلها حين كانواً يودون لك خيراً وكنت ترد لهم الخير بالنسيان والتهرب وعدم التواصل معهم، بل ستكون ملامحهم لعنة تلاحقك وتذكرك كم انت مخدوع بهوس السلطة والمسؤولية.
٢- ابتعد عن الفساد الاداري والمالي وكُن اميناً على المال العام ومراعاة جميع القوانين والتعليمات الدستورية والتشريعية
٣- تجنب الحاشية السيئة واختر بعناية الصادقين وليس الكذابين اللذين يبعدون القريب ويقربون البعيد ، هولاء هم سيكونون اقرب طاعنيك من الخلف وفي الختام استذكر ابياتٍ من شعر الشاعر السعودي عبد الرحمن العشماوي ، اراه مناسبةَ لختام عن موضوعاً مثل هذا:
“قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده – ويكره القلبُ من في كفّه الذهب
ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم – لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب”